الخميس، أبريل 16، 2009

( شهادة ) سجين من أبشع معتقل في تاريخ البشرية..!. أحد ضحايا سجون الاحتلال الأمريكي والشاهد على فضيحة سجن ( أبو غريب ).! - معلومات خطيرة

2009-03-04 :: بقلم: أ. عبد الجبار العزاوي ::

( شهادة ) سجين من أبشع معتقل في تاريخ البشرية..!. أحد ضحايا سجون الاحتلال الأمريكي والشاهد على فضيحة سجن ( أبو غريب ).! - معلومات خطيرة

عدد القراء 971



الحملة العالمية لمقاومة العدوان.. قال الله تعالى: ﴿ولقد كرمنا بني آدم وحملناهم في البر والبحر ورزقناهم من الطيبات وفضلناهم على كثير ممن خلقنا تفضيلا﴾ سورة الإسراء :(70)..

أكتب من بغداد العلم والعلماء والحضارة والجهاد والرباط ، من بغداد شقيقة غزة الصمود والتحدي، مذكرات اعتقالي في أبشع معتقل في تاريخ البشرية بعد الباستيل الفرنسي وهو معتقل أبو غريب صاحب سيء الصيت والفضيحة التي هزت أركان الإنسانية جمعاء.. بعد الاحتلال الأمريكي للعراق ،لأذكر بالمأساة التي تعرض لها أبناء العراق على يد مجرمي الاستكبار العالمي أمريكا واحتلالها البغيض والانهيار الصعب لكل معاني الحياة وحقوق الإنسان ، ولا أظن أن الوقت سيكفيني لاستعراض كل مذكراتي وتفاصيلها المأساوية ، وما قامت به قوات الاحتلال والقوات الوليدة له ضد أبناء شعبنا العراقي وعلى الأسرى والمعتقلين بشكل خاص .

أمَا الممارسات والأساليب البشعة التي مارستها قوات الاحتلال في معتقل أبي غريب والمعتقلات الأخرى نالت الكثير من أبناء العراق الأحرار ، بحيث اتضح لنا أن الأساليب التي مورست ضدنا هي ليست حالة استثنائية أو تمادي بعض الأفراد من جنودهم علينا ، بل كانت إستراتيجية تم تدريب جنودهم عليها بشكل دقيق حتى أتقنوا ما هو مطلوب منهم . وهي ذاتها التي استخدمت في معتقل غوانتنامو والمعتقلات السرية الاخرى ، ومن نقاط التشابه بالممارسات والأساليب هذه :-
بدءاً من همجية مداهمة المنازل وطريقة تفجيرها وأسلوب الاعتقال الغير حضاري ولا إنساني بحيث يتم تعرية المعتقل من جميع ملابسه أمام أفراد أسرته والجميع يعرف مدى الحياء لدى الإنسان العراقي نتيجة التقاليد والأعراف الاجتماعية بعد أن يتم تقييد صغيرهم وكبيرهم إن كانوا أطفالاً أو كبارأ، نساء أو رجالاً لا حرمة لديهم ضاربين بذلك عرض الحائط كل الحقوق والأعراف .

التطابق الحرفي بطريقة الاستجواب وطرق التعذيب باختلاف المعتقلات والجنود ومنها كيف يتم استخدام الغرف الصغيرة المبردة التي تصل درجات حرارتها إلى درجة الجمود وهذه أثناء فصل الشتاء فضلا عن استخدام الماء البارد ليسكب على أجسادهم والعكس يستخدم أثناء فصل الصيف ومنها استخدام الطرقات المعبدة بالقير ليطرحوا المعتقل وهو عاري من كل ملابسه على الطرقات ودرجة الحارة تصل تحت الظل إلى 70% مئوية وإذا ما حاول التخلص من الوضع الذي ترك عليه سيلاقي أشد أنواع التعذيب والضرب والركل!

استخدام الكلاب بوحشيتها التي تم تدريبها عليها مسبقا لتكون هي من يستنطق المعتقل من خلال النهش الذي يتعرض له وهو عاري ومقيد أو دون ذلك، وإذا ما حاول للتخلص منه يصل بهم الأمر إلى إطلاق النار عليه بالرصاص المطاطي ، وتمكن أحد المعتقلين من إصابة أحد الكلاب ، ولهذا السبب لاقى أشد وأبشع التعذيب حيث تم ربطه إلى سريره الحديد بطريقة مقلوبة أي رأسه للأسفل وأقدامه للأعلى مربوطة بقيود حديدية بمؤخرة السرير ويطلبون منه الاعتذار للكلب ، وهكذا بقي حتى فقد وعيه ونقل إلى المستشفى لا لآجل إسعافه ، بل لأنه أصيب بانفجار الزائدة الدودية في بطنه وما فعلوه هو إجراء عملية جراحية له ، وتمت إعادته إلى زنزانته وهو تحت التخدير ، وترك بعد ذلك دون أي علاج أو طعام أو فراش ينام عليه سوى سريره الحديدي ، وقد تمكن أحد المعتقلين من الدخول عليه وإدخال الطعام له وهو عبارة عن قطع بسكويت .

وكثيراً ما تعرض المعتقلين للنهش والعض من قبل الكلاب التي حققت معهم والجنود يتفرجون عليها وهي تؤدي دورها البطولي وبالتالي يتم مكافأتها بإعطائها الطعام والماء والمعتقل ملقى على الأرض يتلظى بجراحه.
غرز الجراح بالهراوات التي يحملونها وضربها بشدة ،بعد تعرض المعتقل للجراح نتيجة التعذيب ويقومون برش المواد الكيماوية عليها حتى يصل بالمعتقل من شدة ألمه الصراخ وهو يواجه هذه الممارسات وهو مقيد اليدين والرجلين بسلاسل من حديد ومجرد من كل ملابسه .

الطرق الأكثر وطأة هي التي يتم بها التهديد باغتصاب أفراد العائلة ومنهم بالخصوص الزوجة أو البنت أمام أبيهم لغرض إجباره على الاعتراف ، وحدثت كثير من هذه الحالات ، بالإضافة إلى التحرشات الجنسية التي تعرض لها المعتقلون وإجبار الكثير منهم على ممارسة أشياء لا يمكن ذكرها لحرجنا من قولها بالإضافة إلى إجبارهم للوقوف ولساعات طويلة بأوضاع لا يقوى على تحملها أي إنسان وتقشعر لها الأبدان وتدمى لها القلوب لسوء منظرها. أما ربط الأعضاء التناسلية بالأسلاك الكهربائية ، والقيام بنتف شعر الصدر بطريقة بشعة وكذلك شعر العانة وقيامهم برفع المعتقل من الأعضاء التناسليَّة بطرق خبيثة حتى يفقد وعيه نتيجة عدم تحمله الآلام التي تعرض لها .

وأبشع هذه الممارسات قذارة هي التي تعرضت له إحدى الأخوات التي كانت معنا في المحاجر أو ما تسمى الزنزانات التي كنا فيها ، ومورس معها أقذر وأبشع طرق الخسة والنذالة وهي الاعتداء على عفتها وشرفها المصون وكانت أشد ما تعرضت له عملية الاغتصاب الجنسي وهي تتلوى وتصرخ وتستغيث ، ومازال صدى صوتها رجعا في أذاني حتى هذه اللحظة ، وتتنخى بأخوتنا العراقية ونحن لا حول ولا قوة لنا في هذه الزنازين، بصوت أتعبه ما تعرضت له من جنود الاحتلال الذين أنهكوا قواها العقلية والجسدية نتيجة أفعالهم المشينة وبالتالي حرمانها من النوم طوال الليالي التي قضتها وهي تردد " أمن يجيب المضطر إذا دعاه ويكشف السوء ..." وكانت ترددها بصوت متقطع ومنهك وحزين ، وهي بوضع صعب جدا حيث كانوا " .......... " بها وتصرخ وتقول أينكم يا أبطال .

أينكم يا أبطال بلادي الشرفاء هاهي أختكم ينتهك عرضها وأنتم تنظرون ، ولكن لا مجيب لها إلا الدموع وصرخات وأنين الأبطال تحت وطأة سجانيهم .أين كان الضمير من هذه البشاعة ..وأين الإنسانية .. وأين التحضر والتمدن التي تدعيها أمريكا، ولكن:
لقد أسمعت لو ناديت حياً *** ولكن لا حياء لمن تنادي..

وانتفض إخوانكم لها بفعل لم يقوم به الطلقاء ثأرا لصرخات أختنا المنكوبة ، بحيث تمكن أحد الأخوة من إدخال "مسدس" لأحد المعتقلين وأطلق رصاصة تجاه أحد الجلادين الذي كان له دور في تعذيب اختنا المنكوبة ،والحمد لله تمكن منه ، وهذه الفاجعة مازالت لا تفارق ذاكرتي أبدا .

والفاجعة الأخرى هي: لا أحد يتصور كيف يتم قتل معتقل أثناء التحقيق وبأبشع صوره، لأنه رفض احتساء الخمر أثناء التحقيق وهو صائم حيث شهر رمضان وطلب منه الكفر بالله، وسب النبي محمد "صلى الله عليه وسلم"، وعندما رفض قام المحقق اليهودي المدعو"هارون" بقتل هذا المعتقل، وهو الشهيد المرحوم "مناضل الجميلي" الذي كان أول شهيد يسقط في معتقل أبو غريب، والغريب بالأمر ليس التعذيب أو القتل الذي تعرض له، بل فضاعة السلوك والحقد لدى هؤلاء الصهاينة الذين تباهوا بنصرهم الذي حققوه على جثمان ذلك " الشهيد البطل "، وقاموا بالتقاط الصور مع جثمانه المسجى ، وتكتمل المفاجئة مع إطلاق سراحنا وإذ بجثمان الشهيد "مناضل الجميلي " يسبقنا بالوصل إلى ذويه "محمولا على الأكتاف بنفس يوم إطلاق سراحنا ..

والغرابة تكمن هنا أن المعتقل الذي يستشهد أثناء التحقيق لا تسلم جثته إلى ذويه إلا بعد إكتمال فترة محكومتيه،أو أطلاق سراح أحد أقرانه من المعتقليين ، وهذا مخالف لكل الشرائع السماوية والقوانين الوضعية . ولكم أن تتصوروا ماهية المأساة التي تعرض لها العراقيون داخل معتقل أبو غريب سيئ الصيت.

وتأكيدا لما قلناه إن هذه الممارسات ليست ممارسات فردية قام بها الجنود أو عدم المعرفة بكيفية إدارة السجون ، بل كانت وبشكل قطعي ومؤكد أنها سياسة معتمدة من قبل الإدارة الأمريكية ووزير دفاعها السابق "رامسفيلد " لعنه الله .
وتحت عنوان " الحرب على الإرهاب " كما يزعمون قاموا باعتقال الآلاف من العراقيين دون سند قانوني أو قرينة جرمية سوى أنهم عراقيون رافضون للاحتلال ومازالوا يقبعون في سجون الاحتلال والحكومة .

وهذا السلوك يبرز حالة الانكسار والهزيمة لدى الإدارة الأمريكية وجنودها وساستها المجرمون ، أما عملية تسريب الصور الفظيعة التي سربت لوسائل الإعلام ليست محض صدفة أو سبق صحفي، بل كانت كردة فعل لهزيمتهم التي تعرضوا لها في معركة الفلوجة الأولى التي كادت تقضي بها المقاومة على قائد العمليات العسكرية " جون أبو زيد " الذي حوصر في مدينة الفلوجة ونجا بأعجوبة من القتل أو الأسر على يد مجاهدي الفلوجة الشجعان ،
ولهذا جاءت عملية تسريب الصور إلى وسائل الإعلام الغاية منها هي كسر الروح الجهادية التي ظهر بها المقاوم العراقي الذي الحق بهم الهزيمة وقتل بهم شر تقتيل، وعلى أثرها تم إقالته ، ولهذا جاءت فكرة نشر الصور لتكون عملية ترهيب للمجاهد العراقي ، ولتعبر عن لسان حال المحتل وهو يقول هذا حالك إذا ما أمسكنا بك سنمتهن كرامتك ودينك وعرضك مثلما فعلنا مع هؤلاء ؟!! وهي عملية ترهيبة ولكن خسؤوا.

الذي كتبناه ليس كل التفاصيل عن مذكراتي بل غيض من فيض مما تعرض له أبناء العراق في معتقل أبو غريب والمعتقلات الأخرى التي تغص لغاية الوقت الحاضر بأكثر من "83000 معتقل " والآلاف غيرهم لا يعرف عن مصيرهم شيء، وفي أي معتقل يقبعون " أفي بالبر أو البحر أو في السماء" ولا يعلم بحالهم إلا الله والراسخون في الجريمة .

ولما ذكر فنحن هنا شهود وضحايا لجريمة مأساوية يندى لها جبين الإنسانية ويهتز لها كل ضمير حي لازال فيه بقيت حياء ..ولهذا كتبت هذا المقال ليس بمنطق المنكسر المهزوم ، بل المنتصر الشامخ القوي الذي هزم سجانه وعدوه بقبضته التي قاوم بها الاحتلال وسحق كل مخططاته الرامية إلى كسر الإرادة العراقية التي جعلتهم يتخبطون ويبحثون عن خنادق الاتفاقيات والانسحابات المتعثرة لتحميهم من صلابة المقاوم والرافض العراقي لهم ولاحتلالهم البغيض ولمشاريعهم الاستعمارية ...وانطلاقا من هذا المنبر الحر الذي يعبر عن الإرادة الحرة الشريفة المناهضة الإحتلالين الأمريكي والصهيوني ..

لذا أناشدكم نيابة عن جميع المعتقلين بالوقوف معنا كمعتقلين في سجون الاحتلال ونصرتنا فيما تعرضنا له وما يتعرض له المعتقلون اليوم ، وتقديم مجرمين "بوش اللعين" وكلبه وزير دفاعه السابق "رامسفيلد " وإدارتهم إلى المحاكم الدولية لمحاكمتهم كمجرمي حرب ،لأنهم انتهكوا كل المبادئ والقيم الإنسانية وكل الاتفاقيات الدولية والأعراف البشرية وما نصت علية "اتفاقية جنيف الرابعة"، ونطالب جميع المنظمات والهيئات العربية والدولية ذات الصلة للتدخل والسعي للمطالبة بإطلاق سراح جميع المعتقلين الذين مضت على اعتقالهم فترات طويلة والذين لا تتوفر ضدهم أدلة جرمية أو إدانة حقيقية سوى أنهم يشكلون خطر على قوات الاحتلال..

وبالتالي نناشدكم جميعا وكل المنظمات والهيئات بالتدخل لتوفير الحماية القانونية لجميع المعتقلين الذين سيتم تسليمهم إلى الحكومة الحالية والوقوف معهم ،لأننا غير مطمئنين على سلامتهم أو عدالة محاكمتهم أو أي مادة قانونية سيتهمون بها .
أما عتبنا الشديد على الذين تقاعسوا في أداء واجباتهم التي تحملوها بالعمل تحت مظلة جامعة دولنا العربية التي أصبحت أداة مضافة بيد الإحتلالين الأمريكي والصهيوني لدورها السلبي اتجاه قضايانا نحن وإخواننا في غزة ،لأنها ترى مثلما نرى المجازر التي حصلت في العراق وغزة ولم تبدي حرصها على إراقة دمائنا ولو بالتحرك على الصعيد العالم العربي والدولي أو العمل على حث الأقطار العربية باتخاذ القرارات التي تجبر الإحتلالين على احترام المواطن العربي ،بل على العكس فإنها تظهر أنها دؤوبة في تحركاتها لتسعى إلى إرضاء أعدائنا وتقديم كل التنازلات لهم. وما أصابها من انجماد القلب والجسد وهي ترى بغداد وغزة تشوى بنيران الإحتلالين وجثث أبنائها تحترق وهم يتدفؤون عليها .

أما المؤسسة الدولية المتمثلة بهيئة الأمم المتحدة وهيئاتها الإنسانية والقانونية فكانت العصا التي نحاكم بها بيد جلادي العصر من خلال كل القرارات والتصريحات التي أطلقتها وتصفنا بها بأننا "إرهابيون" ، لأننا نجاهد من قام باغتصاب أرضنا وانتهك عرضنا ولأننا لا نعمل وفق تشريعاتهم التي سمحت الإحتلالين اغتصاب كل شئ ولأنها هيئة غير معنية بالعرب ،بل معنية بالتستر على جرائم الإحتلالين وتسويف كل القرارات التي تصدر بحقهما لأنها غير ملزمه عليهم وملزمه علينا ، واليوم إذ نحملهم مسؤولية ما تعرض له أبناء العراق وما يتعرض له إخواننا في غزة الصمود والتحدي من مجازر على يد الصهاينة وراعيهم الكبير أمريكا المجرمة ونحملهم المسؤولية الكاملة بفقدان الآلاف من إخواننا الذين تم اختطافهم من قبل قوات الاحتلال وأعوانه منذ بداية الاحتلال وحتى الآن ولدينا الأدلة والقرائن التي تؤكد وجودهم في سجون سرية تابعة لقوات الاحتلال .وقد أعترف بها قائد العمليات العسكرية الأمريكية "باتريوس".
ولعدم جديتهم بالبحث أو تقصي الحقائق عن المفقودين ولهذا فإنها متهمة بالتضليل على جرائم الإحتلالين والانقياد للقرارات الأمريكية التي هي الحاكم والجلاد .

وأخيرا تحية إكبار وإجلال لكل المعتقلين القابعين في سجون الإحتلالين الأمريكي والصهيوني.. ونسأل الله أن يفرج عنهم بالقريب العاجل ، وما النصر إلا من عند الله للعراق وغزة الصمود والتحدي والحرية لجميع المعتقلين، وصدق الله تعالى: لا يغرنك تقلب الذين كفروا في البلاد ، متاع قليل ثم مأواهم جهنم وبئس المهاد"

ليست هناك تعليقات: