ساسة بوست / عامر العزاوي / il y a 7 heures
اخــتلاق مــسـموم يـراد به التــصديق على ديــن الإســلام، والإســلام مـنه بـراء، كـل ما ناقـشــت عـقـولًا عـقـيمة قــال لك وجــهــاد الـنكاح؟ لــم أســمع بـحيـاتي كلـها مثـل هــذا المـــصـطلح إلا هـــذه الأيــام، ولــم يـرد علـــى الإســلام قــط، وأتــحدى أي شــخص أن يأتــــي ببرهــان أو دلــيل شــرعي يــثـبت صــحة هذا الكلام، نــحن أمة الدليل، نأخذها من كتاب الله وسُــنّة نبيه الكريم، أما الـهـرطـــقات والأســطوانات الســخيفة والمــزايدات علــى تاريـــخ إســلامنا والــتسـويـق للـرذيـلة فلا تسـمن ولا تغـني مــن جـوع، كـل مـا في الأمـر إنـه مـوضـوع تلـفـيق وبـهتان عـلى أهـــل السُـنّة فقـط، مــن أبـواق إيــران وحـزب الله الـعمـيل، ونـظام بـشار المــجرم، والـمهـرجـين المـعمّـمين فـي الـعراق، والنـفاق الطائـفي أصـبح يُـباع ويشتـرى فـي هــذا الزمـن، المـسألة واضـحة جـدًا إنـها أكاذيـب طـائـفية الهـدف مـنها التـلــويـن والـتـشـندق والـتـشبـث بـشجرة الكـذب التي تـقـطف ثـمارها حـقـدًا وتـتدلى أغـصانها سـُمًّا ونـفاقـًا.
كــــــــذبة لا قــاعــدة لـها مـن الشــريـعة الإســلامــية، أول صـدى لـهـذا الـتهريــج فــي ســوريا فـي شـهر شبـاط عــام 2013، تـم الإعــلان عــن فــتوى كـاذبـة للشــيـخ مـحـمــد الـعـريــفي “تـدعـو الـنـساء الـمـسلـمـات مـن عـمر 14 فـمـا فـوق إلــى التــوجه لــسـوريا لـمــمارسـة جـهـاد المـناكـحـة مــن أجــل إمـتاع الجــيـش الـحـر والـفـصائـل الإسـلامــية الـمـسلـحة التــي تـقـاوم النـظـام الـســوري، إمــتاع رغــباتــهم الـجـنـسيــة تـحـت غـطاء (جــهــاد الـنكاح)!”.
هــذه الفــتـوى لُـفـقـت مـن خـلال تــغــريـدة علــى مــوقـع تــويـتر تـجـاوزت الـ200 حــرف وتــبيـن أن مــوقع تـويـتر تــغــريـداتـه هــــي 140 حـرفًا فــقــط، وقــد خــرج الــعــريـفي لتـكـذيـب هـذه الـسـخـافـات الشــائـعة التــي تـهـدف إلـى تــشـويه ديــن بـأكمــلـه، حــتى فــي الكــــذب لا يــعـرفون أن يـسـوقـوا تـجارتـهم الـفاســدة، والغــباء فـي الأمــر إن قنــاة الجــديــد التــابـعـة لحـزب الله فــي لبــنان هــي مــن سـوقــت لهــذا الـمـوضــوع وقـالــت إنّ عــددًا مـن النـسـاء التـونـسيـات ذهـبنَ إلـى ســوريا مــن أجـل جـهـاد النـكـاح.
لـيـسـت فــقـط قــناة الـجـديـد، وإنـما قـنـوات النـفـاق والــخِــداع والكـذب كـقــناة المـنار والــعـالم والـقـنـوات الــعـراقـية الــتي تـزحـف نـحـو الافـتـراء والـدّجـل الـمحسوبة عـلى الإعـلام، وأيـضـًا قـنـاة الـمـيـاديـن لـصـاحـبـها غـسـان بـن جـدو الـذي سـوّق وافــترى عـلى حــرائر تـونــس واتهـَمَهُنّ بالـسفـر إلــى ســوريا مـن أجــل رغبـات جـسديـة فــقـط بـلبـاس الجـهاد، وسـوّق أيــضًا مــع قـنـاتـه التـلـفيـق والـكـذب المـبطـن بـالافتـراء والـسـذاجـة والـغـباء، وأصـبحت مـفـرداته سـلـعة تـجارية مـسـمـومة، هــذا الـرأي الـعام مـن هـــذه الأصــوات ليـأخــذ الأمـر تـصـديـقًا كـبيـرًا مـن العـقــول الــفـارغة إلــى يـومـنا هـذا.
رغــم تـكـذيـب الــشـيــخ الــعـريــفي لـكل هــذه التُــهم الـتي تـمـــس ديــنًا بأكمله، ونـفـيها مــن قبــل الـعـلمـاء والـمـشايـخ وأهـل الــعلم وأهـل الـعقــول النــيّرة فــي العـالــم العــربـي والإســلامي، بـل طـالبـوهـم بنـص شـرعـي مــن “القـرآن” والــسُنّة بـل وحتـى مـــن التــاريخ الإسـلامي يـثـبت مـا يـدّعـون بـه لكـنـهم فـشـلوا. لـم تـكـتـف الـقــنوات التــابعــة لبشــار والقــنــوات العــراقيــة أيــضًا بـــحشــد الــرأي العــام، ونـقـل المــسـألــة إلــى وســائـل إعــلام أجــنبــية، دفـعـًا للـشبـهة خــشـيـة الكـشـف عــن مــصــدرها ومــروِّجــها، لتـأخـذ بـعـدًا تـسـويـقـيًا أكـبر ونـفـخ سـمـومـها لـيـلًا ونـهارًا لهـذه التـقـييـمات الطـارئـة علــى المــجتـمــع الــتي لا أصـل لـها مـن الشــريـعـة الإســلامــية، لتـكـون مــادتـها الدسـمة ومــحـور تـغــطيـاتـها التــلـفـزيــة فـي أوقــات الـذروة.
لـيس هـذا فحــسب وإنـما لُـصّـقـت فـكـرة فـي عـقل “الإنـسـان الـشـيـعـي” إن أمــة الـمـليار ونـصف مـسـلـم لـديـها بــعد ديــني بــهـذه الـمـسألة، مــسـألة جــهـاد النـكـاح التـي لفـقـوها حــتى في نقاشـاتـهم وتـصـوراتـهم، ويـعـرفون إنها كـذبة بــشـكل قـاطـع، ليـبرروا أمـورًا عـدة مـنها زواج المــتعـة المـؤقـت المـــحـرم شــرعًا فــي إيران، والانـتـكاسـات السـياسـية فـي سـوريا والـعـراق، بالإضـافــة إلــى التــدهـور الأمـني والقــيادي والــعـسـكري لـديهـم، كـل هــذه المـبررات والظـروف هـيأت لـظـهـور ضـغـط نفـسي وبـودقــة كــاذبـة للــصد مـن الـشـبـهات المــوجــودة لــديـهم عـلى أرض الــواقــع.
والأمــر المـضـحك فعــلًا هــو كـل مـا ناقـشــت أُناســًا محــسـوبـين عـلـى الـثقـافـة تـتكـلم مـعه بشـكـل عـقـلانـي بـعـيدًا عــن التـشنّـج، وتـأخـذ وقتـًا جيـدًا مـعه وبالتـالي تـُضـيـع وقـتك وتكـتـشف إن عـقلـه مـمـتلئٌ بالأوســاخ، والأتـربة، والقاذورات، والأمراض المزمنة والالتهابات العـقـيمة الـتي تـصيـب العـقل المـتـحجّر، وتُـسبـب لك مـرضـًا فـكـريًا عـضـالًا! يـتكـلم بثـقـافـة الـمـناكـحة، وجـهاد النـكاح وثـقـافـة الأعـراض والنساء وحمـايـتها، لا أعــرف كيــف يفــكر هـؤلاء القــوم، قـلـنا لـهم ألـف مـرة إنها إكـذوبـة سـرطـانـية عـقيـمة، لَـصَقـوا هـذه الأســطـوانة فــي تـفـكـيرهـم كـ”عــيش الـقــرادة فــي دبـر البــقـرة “، وبـاللـهـجة الـعــراقـية (لـطـش، شـلغـم) أي التـصق بـتصـوراتـه السـخـيـفة.
فـي خـتام مـداخـلتي أقــول، فــي مـسـتـنـقع الأكاذيـب لا تـسبـح سـوى الأسـمـاك الـمـيتـة، وإن الحـقـيقـة ظـاهرة ولـيست غـامــضة، لـم نُــشرع دون الــرجــوع إلـــى أصـل الديـن الـبـين مـن كـتاب الله وسُنّة نبـيه الــكريم، والـدين الإســلامي واضــح كـوضــوح الـشـمـس، أمــا هـــذه الأقـاويـل والافـتـراءات والـشـبـهـات لـن تنـسـاق علــى حــاجـب الـعيــن، اكــذب ثــم اكـذب ثـم اكــذب! حـتى تـصـدق نـفســك ويـصـدقـك الآخــرون.
يقــول مـحـمود درويــش “الـخـطـابة هــي الكـفـاءة العـالـية فــي رفــع الــكـذب إلــى مــرتبـة الطــرب، وفــــي الخــطـابة يـكــــون الصــدق زلـة لسان”، رُفِــعــت الأقلام.
The post «جهــــاد الــنكـــاح».. كــــذبة مـسمومة، لـفـقها المنـافـقون، وصــدّرها الـحاقـدون، وصــدّقـها السُــذّج! appeared first on ساسة بوست.