الأحد، يناير 17، 2016

«ج هــــاد الــنكـــاح».. كــــذبة مـسمومة، لـفـقها المنـافـقون، وصــدّرها الـحاقـدون، وصــدّقـها السُــذّج!


ساسة بوست / عامر العزاوي / il y a 7 heures

اخــتلاق مــسـموم يـراد به التــصديق على ديــن الإســلام، والإســلام مـنه بـراء، كـل ما ناقـشــت عـقـولًا عـقـيمة قــال لك وجــهــاد الـنكاح؟ لــم أســمع بـحيـاتي كلـها مثـل هــذا المـــصـطلح إلا هـــذه الأيــام، ولــم يـرد علـــى الإســلام قــط، وأتــحدى أي شــخص أن يأتــــي ببرهــان أو دلــيل شــرعي يــثـبت صــحة هذا الكلام، نــحن أمة الدليل، نأخذها من كتاب الله وسُــنّة نبيه الكريم، أما الـهـرطـــقات والأســطوانات الســخيفة والمــزايدات علــى تاريـــخ إســلامنا والــتسـويـق للـرذيـلة فلا تسـمن ولا تغـني مــن جـوع، كـل مـا في الأمـر إنـه مـوضـوع تلـفـيق وبـهتان عـلى أهـــل السُـنّة فقـط، مــن أبـواق إيــران وحـزب الله الـعمـيل، ونـظام بـشار المــجرم، والـمهـرجـين المـعمّـمين فـي الـعراق، والنـفاق الطائـفي أصـبح يُـباع ويشتـرى فـي هــذا الزمـن، المـسألة واضـحة جـدًا إنـها أكاذيـب طـائـفية الهـدف مـنها التـلــويـن والـتـشـندق والـتـشبـث بـشجرة الكـذب التي تـقـطف ثـمارها حـقـدًا وتـتدلى أغـصانها سـُمًّا ونـفاقـًا.

كــــــــذبة لا قــاعــدة لـها مـن الشــريـعة الإســلامــية، أول صـدى لـهـذا الـتهريــج فــي ســوريا فـي شـهر شبـاط عــام 2013، تـم الإعــلان عــن فــتوى كـاذبـة للشــيـخ مـحـمــد الـعـريــفي “تـدعـو الـنـساء الـمـسلـمـات مـن عـمر 14 فـمـا فـوق إلــى التــوجه لــسـوريا لـمــمارسـة جـهـاد المـناكـحـة مــن أجــل إمـتاع الجــيـش الـحـر والـفـصائـل الإسـلامــية الـمـسلـحة التــي تـقـاوم النـظـام الـســوري، إمــتاع رغــباتــهم الـجـنـسيــة تـحـت غـطاء (جــهــاد الـنكاح)!”.

هــذه الفــتـوى لُـفـقـت مـن خـلال تــغــريـدة علــى مــوقـع تــويـتر تـجـاوزت الـ200 حــرف وتــبيـن أن مــوقع تـويـتر تــغــريـداتـه هــــي 140 حـرفًا فــقــط، وقــد خــرج الــعــريـفي لتـكـذيـب هـذه الـسـخـافـات الشــائـعة التــي تـهـدف إلـى تــشـويه ديــن بـأكمــلـه، حــتى فــي الكــــذب لا يــعـرفون أن يـسـوقـوا تـجارتـهم الـفاســدة، والغــباء فـي الأمــر إن قنــاة الجــديــد التــابـعـة لحـزب الله فــي لبــنان هــي مــن سـوقــت لهــذا الـمـوضــوع وقـالــت إنّ عــددًا مـن النـسـاء التـونـسيـات ذهـبنَ إلـى ســوريا مــن أجـل جـهـاد النـكـاح.

لـيـسـت فــقـط قــناة الـجـديـد، وإنـما قـنـوات النـفـاق والــخِــداع والكـذب كـقــناة المـنار والــعـالم والـقـنـوات الــعـراقـية الــتي تـزحـف نـحـو الافـتـراء والـدّجـل الـمحسوبة عـلى الإعـلام، وأيـضـًا قـنـاة الـمـيـاديـن لـصـاحـبـها غـسـان بـن جـدو الـذي سـوّق وافــترى عـلى حــرائر تـونــس واتهـَمَهُنّ بالـسفـر إلــى ســوريا مـن أجــل رغبـات جـسديـة فــقـط بـلبـاس الجـهاد، وسـوّق أيــضًا مــع قـنـاتـه التـلـفيـق والـكـذب المـبطـن بـالافتـراء والـسـذاجـة والـغـباء، وأصـبحت مـفـرداته سـلـعة تـجارية مـسـمـومة، هــذا الـرأي الـعام مـن هـــذه الأصــوات ليـأخــذ الأمـر تـصـديـقًا كـبيـرًا مـن العـقــول الــفـارغة إلــى يـومـنا هـذا.

رغــم تـكـذيـب الــشـيــخ الــعـريــفي لـكل هــذه التُــهم الـتي تـمـــس ديــنًا بأكمله، ونـفـيها مــن قبــل الـعـلمـاء والـمـشايـخ وأهـل الــعلم وأهـل الـعقــول النــيّرة فــي العـالــم العــربـي والإســلامي، بـل طـالبـوهـم بنـص شـرعـي مــن “القـرآن” والــسُنّة بـل وحتـى مـــن التــاريخ الإسـلامي يـثـبت مـا يـدّعـون بـه لكـنـهم فـشـلوا. لـم تـكـتـف الـقــنوات التــابعــة لبشــار والقــنــوات العــراقيــة أيــضًا بـــحشــد الــرأي العــام، ونـقـل المــسـألــة إلــى وســائـل إعــلام أجــنبــية، دفـعـًا للـشبـهة خــشـيـة الكـشـف عــن مــصــدرها ومــروِّجــها، لتـأخـذ بـعـدًا تـسـويـقـيًا أكـبر ونـفـخ سـمـومـها لـيـلًا ونـهارًا لهـذه التـقـييـمات الطـارئـة علــى المــجتـمــع الــتي لا أصـل لـها مـن الشــريـعـة الإســلامــية، لتـكـون مــادتـها الدسـمة ومــحـور تـغــطيـاتـها التــلـفـزيــة فـي أوقــات الـذروة.

لـيس هـذا فحــسب وإنـما لُـصّـقـت فـكـرة فـي عـقل “الإنـسـان الـشـيـعـي” إن أمــة الـمـليار ونـصف مـسـلـم لـديـها بــعد ديــني بــهـذه الـمـسألة، مــسـألة جــهـاد النـكـاح التـي لفـقـوها حــتى في نقاشـاتـهم وتـصـوراتـهم، ويـعـرفون إنها كـذبة بــشـكل قـاطـع، ليـبرروا أمـورًا عـدة مـنها زواج المــتعـة المـؤقـت المـــحـرم شــرعًا فــي إيران، والانـتـكاسـات السـياسـية فـي سـوريا والـعـراق، بالإضـافــة إلــى التــدهـور الأمـني والقــيادي والــعـسـكري لـديهـم، كـل هــذه المـبررات والظـروف هـيأت لـظـهـور ضـغـط نفـسي وبـودقــة كــاذبـة للــصد مـن الـشـبـهات المــوجــودة لــديـهم عـلى أرض الــواقــع.

والأمــر المـضـحك فعــلًا هــو كـل مـا ناقـشــت أُناســًا محــسـوبـين عـلـى الـثقـافـة تـتكـلم مـعه بشـكـل عـقـلانـي بـعـيدًا عــن التـشنّـج، وتـأخـذ وقتـًا جيـدًا مـعه وبالتـالي تـُضـيـع وقـتك وتكـتـشف إن عـقلـه مـمـتلئٌ بالأوســاخ، والأتـربة، والقاذورات، والأمراض المزمنة والالتهابات العـقـيمة الـتي تـصيـب العـقل المـتـحجّر، وتُـسبـب لك مـرضـًا فـكـريًا عـضـالًا! يـتكـلم بثـقـافـة الـمـناكـحة، وجـهاد النـكاح وثـقـافـة الأعـراض والنساء وحمـايـتها، لا أعــرف كيــف يفــكر هـؤلاء القــوم، قـلـنا لـهم ألـف مـرة إنها إكـذوبـة سـرطـانـية عـقيـمة، لَـصَقـوا هـذه الأســطـوانة فــي تـفـكـيرهـم كـ”عــيش الـقــرادة فــي دبـر البــقـرة “، وبـاللـهـجة الـعــراقـية (لـطـش، شـلغـم) أي التـصق بـتصـوراتـه السـخـيـفة.

فـي خـتام مـداخـلتي أقــول، فــي مـسـتـنـقع الأكاذيـب لا تـسبـح سـوى الأسـمـاك الـمـيتـة، وإن الحـقـيقـة ظـاهرة ولـيست غـامــضة، لـم نُــشرع دون الــرجــوع إلـــى أصـل الديـن الـبـين مـن كـتاب الله وسُنّة نبـيه الــكريم، والـدين الإســلامي واضــح كـوضــوح الـشـمـس، أمــا هـــذه الأقـاويـل والافـتـراءات والـشـبـهـات لـن تنـسـاق علــى حــاجـب الـعيــن، اكــذب ثــم اكـذب ثـم اكــذب! حـتى تـصـدق نـفســك ويـصـدقـك الآخــرون.

يقــول مـحـمود درويــش “الـخـطـابة هــي الكـفـاءة العـالـية فــي رفــع الــكـذب إلــى مــرتبـة الطــرب، وفــــي الخــطـابة يـكــــون الصــدق زلـة لسان”، رُفِــعــت الأقلام.

The post «جهــــاد الــنكـــاح».. كــــذبة مـسمومة، لـفـقها المنـافـقون، وصــدّرها الـحاقـدون، وصــدّقـها السُــذّج! appeared first on ساسة بوست.

الاثنين، يناير 06، 2014

المؤامرة الكبرى على تركيا ـ أحمد منصور

بقلم: الأستاذ أحمد منصور

01/01/2014
13:39



الكاتب الأستاذ أحمد منصور
حينما اندلعت تظاهرات حديقة جيزي في شهر يونيو الماضي التقيت نائب رئيس حزب العدالة والتنمية التركي نعمان كورتولموش وهو أستاذ في الاقتصاد ينظر إليه كثيرون على أن يكون رئيس الحزب القادم خلفا لرجب الطيب أردوغان حال ترشحه لرئاسة الدولة في الانتخابات الرئاسية القادمة في شهر أغسطس المقبل.
 
 
وسألته عن أبعاد ما يجري في تركيا، فقال الرجل: «تركيا تتعرض لمؤامرة كبيرة بعدما أصبحت القوة الاقتصادية السابعة عشرة خلال فترة وجيزة، وفي الوقت الذي تتعرض فيه الولايات المتحدة وأوروبا لانتكاسات اقتصادية كبيرة ويعاني الاقتصاد الأوروبي من ضعف كبير وهناك أكثر من دولة أوروبية وصلت إلى مرحلة شبه الإفلاس
 
دشنت تركيا في هذا العام وحده مشروعات اقتصادية قيمتها 72 مليار دولار من بينها مطار اسطنبول الجديد الذي سيؤثر على كثير من المطارات الأوروبية لأنه سيكون أحدث المطارات في العالم وصمم ليكون مطار الترانزيت الرئيسي بين شرق العالم وغربه لذلك فإن دولا كثيرة أعلنت الحرب على تركيا وعلى هذه المشروعات التى بدأت تستقطب شركات عالمية، أما الدور السياسي فقد أزعج الغرب كثيرا لاسيما وأن الدول الاستعمارية القديمة هي التى تدير العالم وتستفيد من خيراته ولا تريد لأي دولة أخرى أن يكون لها تأثير في سياسات العالم ومساراته»
 
وقد رفض نائب رئيس حزب العدالة والتنمية تسمية أطراف المؤامرة على تركيا قائلا «وكل لبيب بالإشارة يفهم»، لكن تقارير كثيرة تحدثت عن أن المؤامرة بدأت منذ رفض حكومة العدالة والتنمية أن يضرب العراق من القواعد التي على أراضيها في عام 2003 بعدما صوت البرلمان التركي على ذلك واعتبرت الولايات المتحدة هذا القرار تمردا من دولة عضو في حلف الناتو، لكن النجاحات الاقتصادية المتتابعة للحكومة التركية جعلت الشعب يلتف حولها حتى نجح أردوغان في عام 2008 في تحييد الجيش وهذا ما أكده الجيش في الأحداث الأخيرة
 
أعلن قبل أيام أنه لن يتدخل في الأزمة السياسية الحالية الجارية في البلاد وأنه يلتزم الحياد، غير أن الإحراج البالغ الذي وجهه رئيس الحكومة التركية رجب الطيب أردوغان للرئيس الإسرائيلي شيمون بيريز في مؤتمر دافوس الاقتصادي ثم إرسال تركيا لسفينة أسطول الحرية إلى غزة لمحاولة فك الحصار عنها وقيام القوات الإسرائيلية بالهجوم على السفينة وقتل بعض الأتراك على متنها وإصابة آخرين
 
وأجبرت إسرائيل بعد ذلك على الاعتذار بعدما خفضت الحكومة التركية مستوى العلاقات مع إسرائيل، ثم قيام تركيا بدعم الثورات العربية وإقامة مشروعات اقتصادية عملاقة مع مصر تهدف إلى استعادة القارة الإفريقية مرة أخرى اقتصاديا وسياسيا، كل هذا جعل المؤامرات تزداد على تركيا لمحاولة القضاء على هذه الطموحات الاقتصادية والسياسية التى تقوض المشروعات الصهيونية - الأميركية - الأوروبية في العالم.

السبت، أبريل 18، 2009

سرطان البروستاتا.. الحذر يقلل الخطر

هناء محمد


Image

الفحص الدوري للبروستاتا.. قد يبدو للوهلة الأولى أمرا محرجا، لكنه نصيحة الأطباء للرجال بعد سن الأربعين، فالإحصائيات الصادرة عن منظمة الصحة العالمية تؤكد ارتفاع نسبة الإصابة بسرطان البروستاتا مؤخرا مقارنة بالسنوات العشرين الماضية، حيث يتم تسجيل أكثر من مليون حالة إصابة جديدة بالمرض سنويا كل عام، وتبلغ عدد الحالات حوالي 100 ألف مصاب.

ونشرت صحيفة التايمز الأمريكية بتاريخ 18 مارس 2008 دراسة قام بها المعهد الوطني الأمريكي للسرطان، ففي إطار مشروع قومي أطلقه المعهد منذ 17 عاما للمكافحة السرطان قام المعهد بعمل دراسة استمرت سبع سنوات على مجموعة تضم 77000 رجل، تبلغ أعمارهم من 40 إلى 70 عاما من 10 مراكز صحية في جميع أنحاء الولايات المتحدة الأمريكية وتم تقسيمهم إلى مجموعتين:

المجموعة الأولى: لم تقم بإجراء أي فحوصات طبية على مدار السنوات السبع.

المجموعة الثانية: قامت بإجراء فحوصات طبية سنوية في نفس المدة الزمنية.

وأظهرت نتائج متابعة المجموعتين أن الأولى تحوي 2820 مصابا بسرطان البروستاتا في مراحله الأخيرة، ونسبة الشفاء منة معدومة وتوفى منهم 92 فردا.

أما المجموعة الثانية فتحوي 2322 مصابا بسرطان البروستاتا في مراحله الأولى ومن الممكن علاجه، كما أثبتت الدراسة أن من كلا المجموعتين يوجد بينهم 187 فردا لهم أقارب من الدرجة الأولى مصابين بنفس المرض، ورغم ذلك لديهم فرصة في الشفاء أيا كانت وسيلة العلاج.

أسباب المرض

وترجع الدراسة ارتفاع احتمال الإصابة بالمرض لدى بعض الأفراد إلى عدة عوامل منها:

- ارتفاع في قابلية واستعداد الجسم لحدوث طفرات جينية تؤدي إلى الإصابة بالسرطان، وذلك بسبب ارتفاع نسبة التلوث البيئي والغذائي.

- النظام الغذائي الغني بالحوم الحمراء.

-تعدد العلاقات الجنسية، فقد خلصت دراسة قام بها باحثون في جامعة إلينوي الأمريكية بعد متابعة 1456 من الرجال تراوحت أعمارهم بين 40 - 64 عاما، أن خطر إصابة الرجل بسرطان البروستاتا يزداد مع وجود عدة شركاء من الجنس الآخر، تماما كالنساء اللاتي يزيد خطر إصابتهن بسرطان عنق الرحم في حال وجود عدة شركاء من الرجال.

- التدخين بشره حيث يؤدي إلى حدوث التهابات في البروستاتا مما يساعد تكوين الورم السرطاني.

- استخدام المبيدات الكيماوية السامة.

- وجود تاريخ عائلي من الإصابة بالسرطان، إذا كان أحد أفراد عائلة كالأب أو الأخ مصابا بسرطان البروستاتا، فيزداد خطر الإصابة بالمرض.

أعراض المرض

حددت الدراسة الأمريكية علامات وأعراض المرض، على النحو التالي:

ألم مستمر غير حاد عند المنطقة السفلية من الحوض، وجود صعوبة في البدء بالتبول، وألم أثناءه، وتقطع في جريان البول، الشعور بأن المثانة ممتلئة باستمرار، القيام ليليا بشكل متكرر لقضاء الحاجة، من الممكن أن يلاحظ وجود دم في البول، وألم بشكل عام أسفل الظهر، أو الأوراك أو الأفخاذ، فقدان الشهية والوزن، ألم مستمر للعظام.

إحصاءات مخيفة

وعربيا تؤكد دراسة صادرة عن المعهد القومي للأمراض ارتفاع معدلات انتشار المرض في جمهورية مصر العربية، لارتباطه بالإصابة بمرض البلهارسيا. كما تعاني المملكة العربية السعودية من المشكلة ذاتها، حيث تم تشخيص 1500 حالة في الفترة بين عامي 1975م و2004م، وذلك في مستشفى الملك فيصل التخصصي وحده، وحوالي 100 حالة جديدة كل سنة بناء على إحصاء صادر عن وزارة الصحة السعودية وفي الكويت أكدت وزارة الصحة أنه حدثت 90 إصابة بسرطان البروستاتا خلال 3 سنوات، مما يعتبر ارتفاعا مفاجئا في أعداد المصابين.

وفي الولايات المتحدة الأمريكية أرقام مفزعة، حيث يصاب بالمرض مائتا ألف فرد سنويا حسبما تؤكد منظمة الصحة العالمية، فقد احتل منذ عام 1985 المركز الأول، فتبلغ نسبته من بين الأورام ما يتعدى 31%.

طرق الوقاية من المرض

- نظرا لأنه من الصعب اكتشاف المرض عبر القيام بالفحص الذاتي اليدوي أشارت دراسة المعهد الوطني الأمريكي للسرطان أن أهم الخطوات التي يتوجب اتباعها للوقاية من المرض تكون على النحو التالي:

- البدء بإجراء الفحص المبكر والسنوي للبروستاتا تحت إشراف طبي حيث إن نسبة الشفاء من سرطان البروستاتا تتراوح بين 80 و90% إذا ما تم اكتشافه مبكرا وتكون نتائجه مضمونة وآمنة، وبناء على ذلك تبنى المعهد الأمريكي للسرطان حملة قومية في كل الولايات الأمريكية لتشجيع الرجال على القيام بالفحص المبكر لاكتشاف المرض.

- المحافظة على الصحة بتناول الطعام الصحي، حيث وجد الباحثون المشرفونعلى الدراسة أن الرجال في المجموعة الثانية الذين أكلوا الخضروات والقرنبيط والكرنب والجرجير والكرات والفجل‏,‏ والكرات وخاصة البروكلي ظهرت لديهم مئات التغيرات الجينية المعروفة بأنها تلعب دورا في مقاومة السرطان‏، كما أن زيوت "أوميجا-3" الموجودة في السمك وفى الجوز يمكن أن تؤخر ظهور الأورام السرطانية.

- كما يجب المحافظة على اللياقة بممارسة الرياضة.

- والتوقف والإقلاع عن التدخين تماما.

طرق العلاج

ومن أكثر العلاجات شيوعا ما يلي:

- الإشعاع: يمكن للمريض أن يخضع للعلاج الإشعاعي من خلال الأشعة الخارجية أو زرع أنسجة ذات نشاط إشعاعي.

- العلاج الهرموني: استخدام الأدوية لإيقاف الجسم عن إنتاج الهرمونات الجنسية الذكرية أو القيام بعملية جراحية لإزالة الخصيتين اللتين تنتجان هذا الهرمون، وهذا النوع من العلاج يمنع الهرمونات من الوصول إلى الخلايا السرطانية.

- جراحة جذرية للبروستاتا. يتم بإزالة غدة البروستاتا المصابة بالسرطان جراحيا، حيث يستخدم الجراح تقنيات خاصة لإزالة البروستاتا والعقد الليمفاوية تماما وفي الوقت ذاته المحافظة على العضلات والأعصاب التي تسيطر على التبول والوظيفة الجنسية.

- العلاج الكيميائي:تستخدم هذه الطريقة المواد الكيميائية للقضاء على الخلايا ذات النمو السريع، وقد تكون هذه الطريقة فعالة جدا في معالجة سرطان البروستاتا، ولكنها لا تشفي المريض منه تماما.

- المعالجة بالتبريد: تستخدم هذه الطريقة للقضاء على الخلايا السرطانية عن طريق تبريد الأنسجة.


كاتبة مهتمة بالشأن العلمي، يمكنك التواصل معها عبر البريد الإلكتروني الخاص بالقسم، oloom@iolteam.com






طباعة الصفحة إرسال المقال
بلغت أصولها على مستوى العالم ثمانمائة مليار دولار
الأزمة المالية عززت من دور البنوك الإسلامية كبديل مناسب

خسائر بنك الميزان الاسلامي في باكستان لم تتجاوز 6% في ظل الأزمة (الجزيرة نت)



ميهوب خضر-إسلام آباد
في وقت ألقت فيه الأزمة المالية العالمية بظلالها السلبية على مختلف البنوك المحلية والعالمية وكبدتها خسائر فادحة، أظهرت البنوك الإسلامية صمودا ملموسا وبدا تأثرها بهذه الأزمة طفيفا مع احتفاظها بأصولها وسيولتها على نحو لافت.
وقد ساعدها في ذلك (حسب مختصين) نظام مصرفي عادل يبتعد عن المعاملات الوهمية وتضخمات الديون والمقامرة، الأمر الذي جعلها تبرز كبديل للنظام المالي الحالي يستحق الدراسة.
ويقول مدير بنك الميزان الإسلامي في إسلام آباد تنوير صادق إن بنكه تأثر بالأزمة المالية العالمية بنسبة لا تتجاوز 6%، وتحديدا بسبب انخفاض أسعارالعقارات.
منهج صامد
وأضاف صادق في حديثه للجزيرة نت أنه رغم الأزمة الراهنة بقيت السيولة متوفرة على عكس البنوك الأخرى، حتى إنه تمكن من تقديم قروض لبنوك غير إسلامية داخل باكستان.
السيولة بقيت متوفرة بالبنوك الإسلامية على عكس بنوك أخرى (الأوروبية-أرشيف)
ويؤكد كذلك أن بنك الميزان الذي تأسس قبل خمس سنوات تجاوز عدد فروعه في باكستان اليوم 160 فرعا, مع وجود خطة لفتح فروع جديدة بالخارج قريبا في ظل اتساع رقعة التأثر بالأزمة العالمية وارتفاع الطلب على خدمة البنوك الإسلامية.


ويقول د. عبد الله رزق المختص بتدريس مواد البنوك والمصارف الإسلامية بكلية الاقتصاد بالجامعة الإسلامية العالمية إن الحصانة التي تمتعت بها البنوك الإسلامية في مواجهة الأزمة العالمية تعود لمنهجها الذي يبتعد عن مشاريع الإقراض بالفائدة الذي يشكل 90% من معاملات البنوك غير الإسلامية.
وأضاف في حديثه للجزيرة نت أن اعتماد البنوك الإسلامية منهج تحريم بيع الدين بالدين وشراء الديون وعدم تورطه في مضاربات البورصة وتحريم الربا والحذر من الدخول في مشروعات معرضة لمشاكل مالية، اعد البنوك الإسلامية في الحفاظ على أصولها وسيولتها رغم خسائر طفيفة ألمت بها.
وأكد رزق أن بلوغ أصول البنوك الإسلامية على مستوى العالم حافة ثمانمائة مليار دولار دليل على نجاح توجهها وسرعة انتشارها، موضحا أن الأزمة العالمية الراهنة كشفت النقاب عن أن البنوك الإسلامية باتت البديل الوحيد للنظام المالي العالمي الذي تم تبنيه عقب الحرب الكونية الثانية وبدأت عيوبه تظهر مع اتساع رقعة الأزمة اليوم.
تأثر طفيف
وبينما يقوم النظام المالي الراهن على أساس مبدأ تأجير المال وبيع وشراء الدين، فإن نظام عمل البنوك الإسلامية يقوم على أوجه مختلفة منها المشاركة والمرابحة والمضاربة والإجارة المنتهية بتمليك فضلا عن التورق.
"
بينما يقول النظام المالي الراهن على أساس مبدأ تأجيرالمال وبيع وشراء الدين فإن نظام عمل البنوك الإسلامية يرتكز على المشاركة والمرابحة والمضاربة والإجارة المنتهية بتمليك فضلا عن التورق
"
ويجعل ذلك مجالات استثمار البنوك الإسلامية أوسع فضلا عن ضمان تلك البنوك لأصولها، وتبنيها مشاريع استثمارية تنموية بدلا من الاعتماد على توليد النقد دون معاملات حقيقية.
ويرى البروفسور إقبال أحمد من جامعة قائد أعظم أن البنوك الإسلامية تأثرت أيضا بالأزمة المالية العالمية شأنها شأن بقية البنوك، وإن اختلفت الدرجة.
وأضاف في حديثه للجزيرة نت أن البنوك الإسلامية وبسبب استثمار ما نسبته من 30 إلى 40% من أموالها بالمعاملات المالية، فقد تأثرت بالأزمة وإن ما ساعدها على تخفيف خسائرها هو الاستثمار في الأصول.
ورغم وجود نوافذ مالية للعديد من البنوك الإسلامية بأوروبا، فإن أحمد يستبعد انتشارا كبيرا لها هناك, معتبرا أن النظام المالي الراهن لا يزال يقف على أقدامه مع دعم الحكومات للبنوك المتأثرة من الأزمة فضلا عن وجود صعوبات قانونية تحد من الانتشار العالمي للبنوك الإسلامية على المدى القريب.
المصدر: الجزيرة


طباعة الصفحة إرسال المقال

الأزهر والليونز... من يرتدي قبعة الآخر

ملفات متنوعة

أضيفت بتاريخ : 24 - 03 - 2009 نقلا عن : صوت السلف
نسخة للطباعة
أرسل لصديق
القراء: 5971

الحمد لله، والصلاة والسلام على رسول الله، أما بعد؛

ففي الحياة مواقف لا تعود بعدها الأمور كما كانت قبلها، لا سيما لو كانت هذه الأمور تتعلق بعدد كبير من الناس وتؤثر في حياتهم، ومن هذه المواقف وبلا شك ما أقدم عليه الدكتور علي جمعة المعيَّن من قبل الدولة مفتيًا للديار المصرية بزيارته الأخيرة لنادي الليونز في القاهرة، وذلك يوم الأحد السابق لاحتفالات المولد النبوي لهذا العام.
فلم تكن هذه الزيارة -كما يمكن للبعض أن يتخيل- مجرد ندوة أو محاضرة أو حتى مناظرة يحتسب فيها الشيخ وقته من أجل نصيحة أعضاء هذه المنظمة والذين أغلبهم من نساء الطبقة المترفة بكل معنى الكلمة، والبقية من رجال لا تختلف صفاتهم كثيرًا عن صفات هاته النسوة؛ ولو كان الأمر هكذا لما عدمت وجهًا مسوغًا للزيارة.
ولم تكن أيضًا الزيارة للاحتفال بما اعتاد المفتي تسويغه ومهاجمة المخالفين فيه من الاحتفال بالمولد النبوي، وربما قلنا وقتها إن الأمر لم يخرج عن أصول الرجل التراثية مع بعض التجديد كسرًا للإملال.
ولكن الجديد والصادم هنا أن الاحتفال كان بعيد ميلاد المفتي نفسه!!!!
ففي الوقت الذي كان الآلاف من أتباع الطرق الصوفية يملؤون الدنيا بصخبهم التقليدي في الاحتفال بالمولد النبوي كان أحد أئمتهم -والذي يلقبه مريدوه بالإمام العلامة- قد ذهب بزيِّه الأزهري وعمامته ليلتقي بمجموعة من سيدات المجتمع المخملي محتفلاً بعيد ميلاده، ولكن على طريقة الليونز هذه المرة، حيث توضع (التورتة) ويغرز بها عدد من الشموع حسب سن المحتفَل به، ويلتف الحضور في دائرة يهتزون ويغنون: "سنة حلوة يا جميل... سنة حلو يا فلان"، ولو كان المجتمعون (يختلفون في مصدر التلقي) فستكون هذه الكلمات باللغة الإنجليزية لا العربية!!
ربما لم يكن يتخيل أعضاء لجنة الفتوى بالأزهر قبل سنين طويلة مثل هذا الانحراف الخطير وهم يصدرون فتواهم التي قضت بأن أندية الليونز والروتاري -وأشباهها من المنظمات الماسونية التي يسيطر عليه اليهود- تهدف إلى تدمير الهوية الإسلامية، والتي بسبب ذلك يحرم الانضمام إليها أو المشاركة في نشاطاتها.
حيث جاء في إحدى فتاوى اللجنة برئاسة الشيخ عبد الله المشد -في ٢٥ من شعبان ١٤٠٥ هـ الموافق ١٥-٥-١٩٨٥م -ما نصه:
"بيان للمسلمين من لجنة الفتوى بالأزهر الشريف بشأن الماسونية والأندية التابعة لها مثل الروتاري والليونز: فإن الإسلام والمسلمين يحاربهم الأعداء العديدون بكل الأسلحة المادية والأدبية، يريدون بذلك الكيد للإسلام والمسلمين، ولكن الله ناصرهم ومعزهم... قال -تعالى-: {إِنَّا لَنَنْصُرُ رُسُلَنَا وَالَّذِينَ آمَنُوا فِي الْحَيَاةِ الدُّنْيَا وَيَوْمَ يَقُومُ الأَشْهَادُ} [غافر: 51]، ومن بين هذه الوسائل التي يحاربون بها الإسلام: وسيلة الأندية التي ينشؤونها باسم الإخاء والإنسانية، ولهم غاياتهم وأهدافهم الخفية وراء ذلك، وإن من بين هذه الأندية الماسونية والمؤسسات التابعة لها مثل: الليونز والروتاري، وهما من أخطر المنظمات الهدَّامة التي يسيطر عليها اليهود والصهيونية، يبتغون بذلك السيطرة على العالم عن طريق القضاء على الأديان، وإشاعة الفوضى الأخلاقية، وتسخير أبناء البلاد للتجسس على أوطانهم باسم الإنسانية، ولذلك يحرم على المسلمين أن ينتسبوا لأندية هذا شأنها، وواجب المسلم ألا يكون إمعة وراء كل داع وناد، بل واجبه أن يمتثل لأمر الرسول -صلى الله عليه وسلم- حيث يقول فيما يرويه حُذَيْفَةَ -رضي الله عنه- قالَ: قالَ رَسُولُ الله -صلى الله عليه وسلم-: «لا تَكُونُوا إِمّعةً، تَقُولُونَ: إِن أَحْسَنَ النّاسُ أَحْسَنّا، وإِنْ ظَلَمُوا ظَلَمْنَا، وَلَكِنْ وَطّنُوا أَنْفُسَكُمْ، إِنْ أَحْسَنَ النّاسُ أَنْ تُحْسِنُوا، وإِنْ أساءوا فَلاَ تَظْلمُوا» [رواه الترمذي وقال: حسن غريب]، وواجب المسلم أن يكون يقظًا حتى لا يغرر به، فللمسلمين أنديتهم الخاصة بهم، والتي لها مقاصدها وغاياتها العلنية، فليس في الإسلام ما نخشاه ولا ما نخفيه…. والله أعلم".
ورحم الله الشيخ عطية صقر حيث أجاب بأشمل وأوسع من ذلك في فتوى لا يتسع المقام لنقلها بتمامها، وتجدها في (موسوعة فتاوى الأزهر) الذي عرف عبر تاريخه بموقفه الثابت من مثل هذه المنظمات المشبوهة.
ومما جاء في هذه الفتوى الكريمة:
"الماسونية جمعية سرية يهودية، وكان الغرض من تأسيسها مناهضة الدين المسيحي، ثم تطور غرضها إلى مناهضة الأديان عامة وإعادة مجد إسرائيل والعودة إلى أرض فلسطين... وأسسوا في بريطانيا أول محفل ماسوني، جعلوا شعاره: الحرية والإخاء والمساواة.
وأصدر في لندن القرار التالي الذي يبين حقيقة أغراضهم:
1 - المحافظة على اليهودية.
2 - محاربة الأديان عامة والكاثوليكية خاصة.
3- بث روح الإلحاد والإباحة بين الشعوب.
ثم تأسست لها محافل في أمريكا وغيرها، وقد اغتر بشعارها بعض المسلمين فانضم إليها، حتى إذا ما ظهر له هدفها تبرأ منها، وخاف أكثرهم أن يُذيع أسرارها حتى لا يقتل، وتوجد شهادات لكبار الكتاب الغربيين، ونشرات رسمية يهودية وأبحاث من مختصين تبين تخطيط اليهود الواسع لإفساد العالم تحت شعارات براقة يجب أن يتنبه إليها المسلمون...
وحتى لا يفتضح أمرها أكثر، وللحرص على انتشارها بشكل أوسع؛ ظهرت الماسونية تحت عناوين مختلفة، وأنشأت فروعًا متعددة، منها: البناي برث، والكيواني، والليونز، والاكستشانج، وشهود يهوه، ومنها الاتحاد والترقي، ونادي القلم، ونادي الصلبان الزاهرة، وكذلك الروتاري".اهـ. بتصرف يسير.
بل إن الڤاتيكان نفسه قد حذر قبل ذلك من خطر هذه المنظمات وجرم الانضمام إليها والمشاركة في أنشطتها!!
فالمشاركة إذن في هذه الأنشطة تعتبر من الأمور المتوقعة من اللاهثين خلف شهواتهم، المحبين لإشاعة الفاحشة في الأرض، أو الباحثين عن السلطة أو الوجاهة أو المال، ويكون مقابل ذلك دائمًا التخلي عن الهوية الإسلامية، والسعي في نشر ذلك، بل التخلي عن أي هوية دينية مهما كانت.
لكن الذي لا يتوقع أبدًا أن يصدر هذا التصرف من رجل يتبوأ منصبًا يعتبره المصريون المنصب الرسمي الأهم على الإطلاق، ويستوي فيه معه منصب شيخ الأزهر الذي يحترمه الكثير من مسلمي العالم.
ولكن وللأسف الشديد فإن هذا الموقف لم يكن الأول، ولا يتوقع أن يكون الأخير؛ فقد اعتاد الرجلان -شيخ الأزهر د. طنطاوي، والمفتي د. جمعة- الإتيان بمواقف متميزة من هذه النوعية المخجلة تخصم الكثير والكثير من رصيدهما القليل أصلاً، والأخطر أن يكون هذا الخصم من رصيد المؤسستين الدينيتين الهامتين أو اللتين يفترض لهما أن تلعبا دورًا بالغ الأهمية في حياة واحد من أكثر الشعوب محورية في العالم الإسلامي، والذي ظل زمانًا طويلاً هو رأس الحربة الإسلامية في مواجهة الحملات الصليبية والتترية، ولكن إلى الله المشتكي.
استعصت هذه الأمة المصرية زمانا طويلاً على سيف الأعداء، وكسرته أكثر من مرة، فلم يجد العدو أفضل من التدسس الناعم على هذه الشاكلة؛ فما لم تفعله السيوف والحراب يمكن أن تفعله (تورتة) وبعض الشموع.
لا تتعجب بعد ذلك حينما تسمع فتاوى تعرف الباعث عليها وتشعر وكأنك سمعتها ألف مرة؛ تتحدث عن سماحة الإسلام وعن قبول الآخر والحوار معه، وعن الإخوة الإنسانية وعن... وعن... وعن أن منظمات "الليونز" و"الروتاري" منظمات خيرية لا تهدف إلى الربح، بل إلى صلاح الشعوب، وأن الجماعات الإسلامية على اختلاف أطيافها هي الخطر الحقيقي الذي يتهدد الأمة... الموضوع يسير إذن، فما الذي يدفع الغربيين إلى إنفاق المليارات في الحروب العسكرية طالما أن بعض الحلوى قد تحقق الغرض وبكفاءة أكبر؟!!
لم تفعل هذه المنظمات الماسونية هذا الفعل مع الدول الإسلامية فحسب، بل إنها تعمد دائمًا إلى اختيار النابهين وأصحاب التأثير والوجاهة في مختلف أنحاء العالم، وتسبغ عليهم الأموال، وتحتفي بهم بمثل هذه الطريقة؛ حتى يصبحوا أبواق دعاية مؤثرة لمخططاتهم الإلحادية والإباحية.
وربما كان أمر هذه المنظمات خافيًا على كثير من الناس في فترات سابقة، وهو ما قد يعتذر به البعض عن الشيخ "محمد عبده" مثلاً حينما تواصل مع هذه المنظمات من قبل، وسواء أعَلِم الشيخ محمد عبده أم لم يعلم هذه الحقيقة فإن الرجل إلى الآن موضوع في قفص الاتهام، بل أطلق عليه الكثيرون حكم الإعدام الفكري بسبب مثل هذه العلاقات، ولم يشفع للرجل الذي يطلق عليه محبوه لقب: "الإمام" هذا الخفاء النسبي لأمر هذه المنظمات وقتها.
وعلى عكس شيخ الأزهر الدكتور "طنطاوي" الذي دائمًا ما يتحجج بعدم درايته بـ (هذه الأمور)؛ فإن الدكتور "علي جمعة" الذي يطلق عليه أتباعه أيضًا لقب الإمام -وربما يضيفون إليه لقب العلامة- كان على علم تام بأمر هذه المنظمات!!، وكيف أن مثل هذه الزيارة ستمثل وصمة عار لا تـُمحى، ومع ذلك تقحم الأمر على بصيرة؛ ثم إذا به يعجب بعد ذلك من انفضاض كثير من الناس عنه برغم الوجاهة والتلميع الإعلامي، ثم التفافهم حول مجموعة من الدعاة في المساجد وعلى الفضائيات وغيرها، حيث وجدهم الناس محلاً لثقتهم التي فقدها المفتي وأمثاله!!
فالرجل قد بلغ به الاحتقان إلى درجة مهاجمة هؤلاء الدعاة، لا على منابر المساجد أو الفضائيات مثلاً؛ وإنما من على منابر الإلحاد في أندية الليونز، بل يصف هؤلاء الدعاة بأن منهم (بائع السيراميك، والبقال، وسائق الميكروباص) وهي الفئات التي لا يسمح لها بدخول مثل هذه الأندية الراقية؛ باعتبار أنهم ينتمون إلى طبقة يصدر عنها العرق النبيل مبللاً ثيابها، وبالتأكيد فإنهم لا يستطيعون دفع ثمن (تورتة) كالتي اشترتها سيدات الليونز لفضيلته.
ويبدو أن أجواء هذه الأندية تدير الرؤوس فعلاً -عافاكم الله- فلم يفـُتْ الرجل الحديث عن الفرق بين السنة والشيعة، وأن الخلاف بينهما (مجرد اختلاف في مصادر التلقي)، وكأن هذا الكشف الخطير سيغير مسار حياة الحاضرين في هذا الحفل، والذي فاته فعلاً -وعلى غير عادته- أن الأجواء السياسية الحالية تدفع باتجاه المخاصمة والمهاجمة لإيران -لا مداهنتها- والتي يمكن أن تحل محل لفظة (الشيعة) في أكثر المواضع بلا كبير فارق في لغة أهل السياسة.
ومما فاته أيضًا -وعن عمد- هو الحديث عن تسليم المسلمات المتحولات من النصرانية إلى الكنيسة مرة أخرى لتفتنهم عن دينهم، فيما يعد تحولاً خطيرًا في طبيعة الدور الذي تلعبه الكنيسة المصرية، وهو الأمر الذي ينذر بعواقب كارثية لا يعلم مداها إلى الله، ولكن ربما رأى المفتي أن مثل هذا الحديث سيعكر الأجواء الحميمية التي جمعته بأعضاء الليونز الداعين إلى السلام والمحبة وحرية الانتقال بين الأديان، والتي في حقيقتها دعوة إلى حرية في اتجاه واحد، وهو التحول عن الإسلام لا إليه.
في الحقيقة فإن منظمات الليونز اعتادت استقطاب مثل هذه الشخصيات القابلة لـ (التفاهم)، ولكنها عبر تاريخها لم يحدث أن ارتدت عمامة؛ سواء أكانت صوفية أم شيعية أم حتى سنية؛ فالقوم واضحون تمامًا، وقبعتهم غربية سوداء، ولا تروقهم أغطية الرأس الملونة، لا سيما الخضراء المميزة للصوفية.
فهل يمكن القول بأن الأزهر سيرتدي القبعة الغربية، لا سيما في الوقت الذي يترشح فيه الدكتور علي جمعة والدكتور أحمد الطيب لخلافة شيخ الأزهر د. طنطاوي، وكلاهما على استعداد تام لارتداء هذه القبعة بلا أدنى حرج؟
إن غدًا لناظره قريب، وحسبنا الله ونعم الوكيل.
كتبه/ أحمد عبد الحميد


الخميس، أبريل 16، 2009

الكرامة وليس الجوع تدفع جزائريين للهجرة غير الشرعية


عنابة (الجزائر) - العربي الوافي

حين اختفى ابنه في البحر المتوسط قبل عامين سعى كامل بلعابد جاهدا الى أن يفهم لماذا جازف ابنه المتعلم ذو الخمسة والعشرين ربيعا، الذي هو ايضا شريكه في تجارة صغيرة للاتصالات، بحياته ليصل الى اوروبا.
أثناء بحثه عن أقارب لآخرين فقدوا في البحر اكتشف بلعابد حقيقة تكذب النموذج النمطي الاوروبي عن المهاجرين، الذين لا يتمتعون بأي مهارات ويعانون من البطالة، والذين يحاولون الهروب من فقر مدقع. وكثير ممن تركوا الجزائر هم من المهنيين الذين يشعرون بالإحباط ونفد صبرهم بسبب نقص الفرص في الوطن.
وأضاف أن من بين الآلاف الذين دفعوا أموالا للمهربين حتى يعبروا الى ايطاليا في زوارق صغيرة محامين وموظفين حكوميين وضباط شرطة ومحاضرين بالجامعة وبعضهم في الخمسينات من العمر.
وقال بلعابد 'في حدود معلوماتي لم أجد أي أحد رحل لأنه كان جائعا. الأمر يتعلق بالكرامة الانسانية. الناس لا يقبلون الظلم'.
ويقول جزائريون إن نظام التعليم ببلادهم تحسن كثيرا منذ الاستقلال عام 1962، لكن الاقتصاد القائم على النفط والغاز فشل في توفير عدد كاف من الوظائف التي تليق بمؤهلاتهم.
وقد وعد الرئيس عبد العزيز بوتفليقة بتطبيق برنامج للتنمية الوطنية يصل الى 150 مليار دولار اذا فاز بالانتخابات التي تجري في نيسان (ابريل) ويقول حلفاء سياسيون إن الخطة ستركز على توفير الوظائف والشعور بالأمن للشبان الجزائريين.
ولا تزال المشاكل الاجتماعية عميقة وما زالت الحكومة تسعى جاهدة لإعادة الأمل للشعب الذي أثر فيه عنف الإسلاميين الذي استمر لعقد كامل.
وتبلغ نسبة البطالة رسميا 11 في المئة، لكنها تقدر بأنها اكثر من 70 في المئة بين السكان دون 30 عاما.
حتى هؤلاء الذين لديهم وظائف كثيرا ما يتذمرون من مجتمع جامد تهيمن عليه أقلية صغيرة تتمتع بعلاقات جيدة تحتكر فرص التقدم.
وأظهرت دراسة مسحية أجرتها صحيفة 'ليبيرتيه' اليومية عام 2008 أن الهجرة غير الشرعية الى اوروبا تغري ما يصل الى نصف شبان الجزائر، لكن الرحيل الآن بات أصعب من أي وقت مضى.
وقامت الدول الاوروبية التي ترزح تحت ضغط للإبطاء من معدلات توافد المهاجرين غير الشرعيين، بتركيب أجهزة رادار باهظة التكلفة وأعادت مضاعفة دوريات السواحل، مما أجبر المهاجرين على سلوك طرق أطول وتنطوي على مجازفات اكبر حتى لا يتم رصدهم.
كانت لدى مروان ابن بلعابد وظيفة جيدة لكنه شعر بالإحباط بعد أن حاول لسنوات زيارة أصدقائه وأقاربه في فرنسا، لكن طلبه بالحصول على تأشيرة الدخول كان يقابل بالرفض دائما. في نيسان (ابريل) 2007 أخبره أحد معارفه بأن هناك مكانا على زورق للمهاجرين.
ويعتقد بلعابد أن مروان وافق بسبب 'الرفض المنتظم لمنحه التأشيرة من دون إبداء أسباب'.
وأضاف 'لديه أقارب من أسرته في الخارج ويريد أن يرى العالم من زاوية أخرى... لابد أنه سئم كل شيء وقرر أن يفرد أجنحته فجأة'.
وأدت روايات عن مواقف حياة او موت وصور الجثث التي جرفت الى الشاطئ الى إطلاق لقب الحراقة في الجزائر على المهاجرين، وهي كلمة تعني 'هؤلاء الذين يحترقون'.
ووصف رئيس الوزراء احمد اويحيى الهجرة غير الشرعية الشهر الماضي بأنها أزمة بل مأساة وطنية.
وأضاف أن من المخزي رؤية الحراقة وهم يقذفون بأنفسهم الى البحر، في حين أن أقصى ما يطمحون اليه هو أن يصلوا الى الجانب الآخر أحياء للقيام بأعمال في فقر وشبه عبودية.
وتظهر الأرقام الرسمية أن 1500 جزائري اعتقلوا عام 2007 اثناء محاولتهم مغادرة البلاد بطريقة غير مشروعة الى اوروبا.
ويشير ناشطون الى أعداد اكبر بكثير، ويقول بلعابد إنه في يوم واحد العام الماضي انطلق 600 مهاجر الى ايطاليا وهو الرقم الذي قال إن السلطات الايطالية أكدته. وليست هناك أرقام بشأن عدد الذين غرقوا.
وانتظر بلباي عبد الغني (28 عاما) خمسة اشهر حتى يصبح الطقس ملائما للتوجه الى اوروبا، حيث كان يأمل في العثور على وظيفة والكف عن الاعتماد على والده الذي يعوله وهو محارب قديم متقاعد.
وقام بالاشتراك مع مجموعة من معارفه بشراء زورق صغير ومحرك وجهاز لتحديد الإحداثيات وانطلقوا قبل شروق الشمس من شاطئ سيدي سالم الى الشرق من عنابة وعلى متنه 17 شابا.
وقال 'قبل هذا دعونا الله أن يحمينا. وصدق او لا تصدق كنا سعداء بل إن البعض كانوا يغنون معتقدين بأن هناك حياة أفضل ممكنة على الجانب الآخر من البحر'.
وتجنب زورقهم المنخفض البالغ طوله ستة أمتار رادار حرس السواحل ورسوا على بعد 240 كيلومترا الى الشمال في جزيرة سردينيا الايطالية ليلقى القبض عليهم وينقلوا الى معتقل بمدينة باري.


( شهادة ) سجين من أبشع معتقل في تاريخ البشرية..!. أحد ضحايا سجون الاحتلال الأمريكي والشاهد على فضيحة سجن ( أبو غريب ).! - معلومات خطيرة

2009-03-04 :: بقلم: أ. عبد الجبار العزاوي ::

( شهادة ) سجين من أبشع معتقل في تاريخ البشرية..!. أحد ضحايا سجون الاحتلال الأمريكي والشاهد على فضيحة سجن ( أبو غريب ).! - معلومات خطيرة

عدد القراء 971



الحملة العالمية لمقاومة العدوان.. قال الله تعالى: ﴿ولقد كرمنا بني آدم وحملناهم في البر والبحر ورزقناهم من الطيبات وفضلناهم على كثير ممن خلقنا تفضيلا﴾ سورة الإسراء :(70)..

أكتب من بغداد العلم والعلماء والحضارة والجهاد والرباط ، من بغداد شقيقة غزة الصمود والتحدي، مذكرات اعتقالي في أبشع معتقل في تاريخ البشرية بعد الباستيل الفرنسي وهو معتقل أبو غريب صاحب سيء الصيت والفضيحة التي هزت أركان الإنسانية جمعاء.. بعد الاحتلال الأمريكي للعراق ،لأذكر بالمأساة التي تعرض لها أبناء العراق على يد مجرمي الاستكبار العالمي أمريكا واحتلالها البغيض والانهيار الصعب لكل معاني الحياة وحقوق الإنسان ، ولا أظن أن الوقت سيكفيني لاستعراض كل مذكراتي وتفاصيلها المأساوية ، وما قامت به قوات الاحتلال والقوات الوليدة له ضد أبناء شعبنا العراقي وعلى الأسرى والمعتقلين بشكل خاص .

أمَا الممارسات والأساليب البشعة التي مارستها قوات الاحتلال في معتقل أبي غريب والمعتقلات الأخرى نالت الكثير من أبناء العراق الأحرار ، بحيث اتضح لنا أن الأساليب التي مورست ضدنا هي ليست حالة استثنائية أو تمادي بعض الأفراد من جنودهم علينا ، بل كانت إستراتيجية تم تدريب جنودهم عليها بشكل دقيق حتى أتقنوا ما هو مطلوب منهم . وهي ذاتها التي استخدمت في معتقل غوانتنامو والمعتقلات السرية الاخرى ، ومن نقاط التشابه بالممارسات والأساليب هذه :-
بدءاً من همجية مداهمة المنازل وطريقة تفجيرها وأسلوب الاعتقال الغير حضاري ولا إنساني بحيث يتم تعرية المعتقل من جميع ملابسه أمام أفراد أسرته والجميع يعرف مدى الحياء لدى الإنسان العراقي نتيجة التقاليد والأعراف الاجتماعية بعد أن يتم تقييد صغيرهم وكبيرهم إن كانوا أطفالاً أو كبارأ، نساء أو رجالاً لا حرمة لديهم ضاربين بذلك عرض الحائط كل الحقوق والأعراف .

التطابق الحرفي بطريقة الاستجواب وطرق التعذيب باختلاف المعتقلات والجنود ومنها كيف يتم استخدام الغرف الصغيرة المبردة التي تصل درجات حرارتها إلى درجة الجمود وهذه أثناء فصل الشتاء فضلا عن استخدام الماء البارد ليسكب على أجسادهم والعكس يستخدم أثناء فصل الصيف ومنها استخدام الطرقات المعبدة بالقير ليطرحوا المعتقل وهو عاري من كل ملابسه على الطرقات ودرجة الحارة تصل تحت الظل إلى 70% مئوية وإذا ما حاول التخلص من الوضع الذي ترك عليه سيلاقي أشد أنواع التعذيب والضرب والركل!

استخدام الكلاب بوحشيتها التي تم تدريبها عليها مسبقا لتكون هي من يستنطق المعتقل من خلال النهش الذي يتعرض له وهو عاري ومقيد أو دون ذلك، وإذا ما حاول للتخلص منه يصل بهم الأمر إلى إطلاق النار عليه بالرصاص المطاطي ، وتمكن أحد المعتقلين من إصابة أحد الكلاب ، ولهذا السبب لاقى أشد وأبشع التعذيب حيث تم ربطه إلى سريره الحديد بطريقة مقلوبة أي رأسه للأسفل وأقدامه للأعلى مربوطة بقيود حديدية بمؤخرة السرير ويطلبون منه الاعتذار للكلب ، وهكذا بقي حتى فقد وعيه ونقل إلى المستشفى لا لآجل إسعافه ، بل لأنه أصيب بانفجار الزائدة الدودية في بطنه وما فعلوه هو إجراء عملية جراحية له ، وتمت إعادته إلى زنزانته وهو تحت التخدير ، وترك بعد ذلك دون أي علاج أو طعام أو فراش ينام عليه سوى سريره الحديدي ، وقد تمكن أحد المعتقلين من الدخول عليه وإدخال الطعام له وهو عبارة عن قطع بسكويت .

وكثيراً ما تعرض المعتقلين للنهش والعض من قبل الكلاب التي حققت معهم والجنود يتفرجون عليها وهي تؤدي دورها البطولي وبالتالي يتم مكافأتها بإعطائها الطعام والماء والمعتقل ملقى على الأرض يتلظى بجراحه.
غرز الجراح بالهراوات التي يحملونها وضربها بشدة ،بعد تعرض المعتقل للجراح نتيجة التعذيب ويقومون برش المواد الكيماوية عليها حتى يصل بالمعتقل من شدة ألمه الصراخ وهو يواجه هذه الممارسات وهو مقيد اليدين والرجلين بسلاسل من حديد ومجرد من كل ملابسه .

الطرق الأكثر وطأة هي التي يتم بها التهديد باغتصاب أفراد العائلة ومنهم بالخصوص الزوجة أو البنت أمام أبيهم لغرض إجباره على الاعتراف ، وحدثت كثير من هذه الحالات ، بالإضافة إلى التحرشات الجنسية التي تعرض لها المعتقلون وإجبار الكثير منهم على ممارسة أشياء لا يمكن ذكرها لحرجنا من قولها بالإضافة إلى إجبارهم للوقوف ولساعات طويلة بأوضاع لا يقوى على تحملها أي إنسان وتقشعر لها الأبدان وتدمى لها القلوب لسوء منظرها. أما ربط الأعضاء التناسلية بالأسلاك الكهربائية ، والقيام بنتف شعر الصدر بطريقة بشعة وكذلك شعر العانة وقيامهم برفع المعتقل من الأعضاء التناسليَّة بطرق خبيثة حتى يفقد وعيه نتيجة عدم تحمله الآلام التي تعرض لها .

وأبشع هذه الممارسات قذارة هي التي تعرضت له إحدى الأخوات التي كانت معنا في المحاجر أو ما تسمى الزنزانات التي كنا فيها ، ومورس معها أقذر وأبشع طرق الخسة والنذالة وهي الاعتداء على عفتها وشرفها المصون وكانت أشد ما تعرضت له عملية الاغتصاب الجنسي وهي تتلوى وتصرخ وتستغيث ، ومازال صدى صوتها رجعا في أذاني حتى هذه اللحظة ، وتتنخى بأخوتنا العراقية ونحن لا حول ولا قوة لنا في هذه الزنازين، بصوت أتعبه ما تعرضت له من جنود الاحتلال الذين أنهكوا قواها العقلية والجسدية نتيجة أفعالهم المشينة وبالتالي حرمانها من النوم طوال الليالي التي قضتها وهي تردد " أمن يجيب المضطر إذا دعاه ويكشف السوء ..." وكانت ترددها بصوت متقطع ومنهك وحزين ، وهي بوضع صعب جدا حيث كانوا " .......... " بها وتصرخ وتقول أينكم يا أبطال .

أينكم يا أبطال بلادي الشرفاء هاهي أختكم ينتهك عرضها وأنتم تنظرون ، ولكن لا مجيب لها إلا الدموع وصرخات وأنين الأبطال تحت وطأة سجانيهم .أين كان الضمير من هذه البشاعة ..وأين الإنسانية .. وأين التحضر والتمدن التي تدعيها أمريكا، ولكن:
لقد أسمعت لو ناديت حياً *** ولكن لا حياء لمن تنادي..

وانتفض إخوانكم لها بفعل لم يقوم به الطلقاء ثأرا لصرخات أختنا المنكوبة ، بحيث تمكن أحد الأخوة من إدخال "مسدس" لأحد المعتقلين وأطلق رصاصة تجاه أحد الجلادين الذي كان له دور في تعذيب اختنا المنكوبة ،والحمد لله تمكن منه ، وهذه الفاجعة مازالت لا تفارق ذاكرتي أبدا .

والفاجعة الأخرى هي: لا أحد يتصور كيف يتم قتل معتقل أثناء التحقيق وبأبشع صوره، لأنه رفض احتساء الخمر أثناء التحقيق وهو صائم حيث شهر رمضان وطلب منه الكفر بالله، وسب النبي محمد "صلى الله عليه وسلم"، وعندما رفض قام المحقق اليهودي المدعو"هارون" بقتل هذا المعتقل، وهو الشهيد المرحوم "مناضل الجميلي" الذي كان أول شهيد يسقط في معتقل أبو غريب، والغريب بالأمر ليس التعذيب أو القتل الذي تعرض له، بل فضاعة السلوك والحقد لدى هؤلاء الصهاينة الذين تباهوا بنصرهم الذي حققوه على جثمان ذلك " الشهيد البطل "، وقاموا بالتقاط الصور مع جثمانه المسجى ، وتكتمل المفاجئة مع إطلاق سراحنا وإذ بجثمان الشهيد "مناضل الجميلي " يسبقنا بالوصل إلى ذويه "محمولا على الأكتاف بنفس يوم إطلاق سراحنا ..

والغرابة تكمن هنا أن المعتقل الذي يستشهد أثناء التحقيق لا تسلم جثته إلى ذويه إلا بعد إكتمال فترة محكومتيه،أو أطلاق سراح أحد أقرانه من المعتقليين ، وهذا مخالف لكل الشرائع السماوية والقوانين الوضعية . ولكم أن تتصوروا ماهية المأساة التي تعرض لها العراقيون داخل معتقل أبو غريب سيئ الصيت.

وتأكيدا لما قلناه إن هذه الممارسات ليست ممارسات فردية قام بها الجنود أو عدم المعرفة بكيفية إدارة السجون ، بل كانت وبشكل قطعي ومؤكد أنها سياسة معتمدة من قبل الإدارة الأمريكية ووزير دفاعها السابق "رامسفيلد " لعنه الله .
وتحت عنوان " الحرب على الإرهاب " كما يزعمون قاموا باعتقال الآلاف من العراقيين دون سند قانوني أو قرينة جرمية سوى أنهم عراقيون رافضون للاحتلال ومازالوا يقبعون في سجون الاحتلال والحكومة .

وهذا السلوك يبرز حالة الانكسار والهزيمة لدى الإدارة الأمريكية وجنودها وساستها المجرمون ، أما عملية تسريب الصور الفظيعة التي سربت لوسائل الإعلام ليست محض صدفة أو سبق صحفي، بل كانت كردة فعل لهزيمتهم التي تعرضوا لها في معركة الفلوجة الأولى التي كادت تقضي بها المقاومة على قائد العمليات العسكرية " جون أبو زيد " الذي حوصر في مدينة الفلوجة ونجا بأعجوبة من القتل أو الأسر على يد مجاهدي الفلوجة الشجعان ،
ولهذا جاءت عملية تسريب الصور إلى وسائل الإعلام الغاية منها هي كسر الروح الجهادية التي ظهر بها المقاوم العراقي الذي الحق بهم الهزيمة وقتل بهم شر تقتيل، وعلى أثرها تم إقالته ، ولهذا جاءت فكرة نشر الصور لتكون عملية ترهيب للمجاهد العراقي ، ولتعبر عن لسان حال المحتل وهو يقول هذا حالك إذا ما أمسكنا بك سنمتهن كرامتك ودينك وعرضك مثلما فعلنا مع هؤلاء ؟!! وهي عملية ترهيبة ولكن خسؤوا.

الذي كتبناه ليس كل التفاصيل عن مذكراتي بل غيض من فيض مما تعرض له أبناء العراق في معتقل أبو غريب والمعتقلات الأخرى التي تغص لغاية الوقت الحاضر بأكثر من "83000 معتقل " والآلاف غيرهم لا يعرف عن مصيرهم شيء، وفي أي معتقل يقبعون " أفي بالبر أو البحر أو في السماء" ولا يعلم بحالهم إلا الله والراسخون في الجريمة .

ولما ذكر فنحن هنا شهود وضحايا لجريمة مأساوية يندى لها جبين الإنسانية ويهتز لها كل ضمير حي لازال فيه بقيت حياء ..ولهذا كتبت هذا المقال ليس بمنطق المنكسر المهزوم ، بل المنتصر الشامخ القوي الذي هزم سجانه وعدوه بقبضته التي قاوم بها الاحتلال وسحق كل مخططاته الرامية إلى كسر الإرادة العراقية التي جعلتهم يتخبطون ويبحثون عن خنادق الاتفاقيات والانسحابات المتعثرة لتحميهم من صلابة المقاوم والرافض العراقي لهم ولاحتلالهم البغيض ولمشاريعهم الاستعمارية ...وانطلاقا من هذا المنبر الحر الذي يعبر عن الإرادة الحرة الشريفة المناهضة الإحتلالين الأمريكي والصهيوني ..

لذا أناشدكم نيابة عن جميع المعتقلين بالوقوف معنا كمعتقلين في سجون الاحتلال ونصرتنا فيما تعرضنا له وما يتعرض له المعتقلون اليوم ، وتقديم مجرمين "بوش اللعين" وكلبه وزير دفاعه السابق "رامسفيلد " وإدارتهم إلى المحاكم الدولية لمحاكمتهم كمجرمي حرب ،لأنهم انتهكوا كل المبادئ والقيم الإنسانية وكل الاتفاقيات الدولية والأعراف البشرية وما نصت علية "اتفاقية جنيف الرابعة"، ونطالب جميع المنظمات والهيئات العربية والدولية ذات الصلة للتدخل والسعي للمطالبة بإطلاق سراح جميع المعتقلين الذين مضت على اعتقالهم فترات طويلة والذين لا تتوفر ضدهم أدلة جرمية أو إدانة حقيقية سوى أنهم يشكلون خطر على قوات الاحتلال..

وبالتالي نناشدكم جميعا وكل المنظمات والهيئات بالتدخل لتوفير الحماية القانونية لجميع المعتقلين الذين سيتم تسليمهم إلى الحكومة الحالية والوقوف معهم ،لأننا غير مطمئنين على سلامتهم أو عدالة محاكمتهم أو أي مادة قانونية سيتهمون بها .
أما عتبنا الشديد على الذين تقاعسوا في أداء واجباتهم التي تحملوها بالعمل تحت مظلة جامعة دولنا العربية التي أصبحت أداة مضافة بيد الإحتلالين الأمريكي والصهيوني لدورها السلبي اتجاه قضايانا نحن وإخواننا في غزة ،لأنها ترى مثلما نرى المجازر التي حصلت في العراق وغزة ولم تبدي حرصها على إراقة دمائنا ولو بالتحرك على الصعيد العالم العربي والدولي أو العمل على حث الأقطار العربية باتخاذ القرارات التي تجبر الإحتلالين على احترام المواطن العربي ،بل على العكس فإنها تظهر أنها دؤوبة في تحركاتها لتسعى إلى إرضاء أعدائنا وتقديم كل التنازلات لهم. وما أصابها من انجماد القلب والجسد وهي ترى بغداد وغزة تشوى بنيران الإحتلالين وجثث أبنائها تحترق وهم يتدفؤون عليها .

أما المؤسسة الدولية المتمثلة بهيئة الأمم المتحدة وهيئاتها الإنسانية والقانونية فكانت العصا التي نحاكم بها بيد جلادي العصر من خلال كل القرارات والتصريحات التي أطلقتها وتصفنا بها بأننا "إرهابيون" ، لأننا نجاهد من قام باغتصاب أرضنا وانتهك عرضنا ولأننا لا نعمل وفق تشريعاتهم التي سمحت الإحتلالين اغتصاب كل شئ ولأنها هيئة غير معنية بالعرب ،بل معنية بالتستر على جرائم الإحتلالين وتسويف كل القرارات التي تصدر بحقهما لأنها غير ملزمه عليهم وملزمه علينا ، واليوم إذ نحملهم مسؤولية ما تعرض له أبناء العراق وما يتعرض له إخواننا في غزة الصمود والتحدي من مجازر على يد الصهاينة وراعيهم الكبير أمريكا المجرمة ونحملهم المسؤولية الكاملة بفقدان الآلاف من إخواننا الذين تم اختطافهم من قبل قوات الاحتلال وأعوانه منذ بداية الاحتلال وحتى الآن ولدينا الأدلة والقرائن التي تؤكد وجودهم في سجون سرية تابعة لقوات الاحتلال .وقد أعترف بها قائد العمليات العسكرية الأمريكية "باتريوس".
ولعدم جديتهم بالبحث أو تقصي الحقائق عن المفقودين ولهذا فإنها متهمة بالتضليل على جرائم الإحتلالين والانقياد للقرارات الأمريكية التي هي الحاكم والجلاد .

وأخيرا تحية إكبار وإجلال لكل المعتقلين القابعين في سجون الإحتلالين الأمريكي والصهيوني.. ونسأل الله أن يفرج عنهم بالقريب العاجل ، وما النصر إلا من عند الله للعراق وغزة الصمود والتحدي والحرية لجميع المعتقلين، وصدق الله تعالى: لا يغرنك تقلب الذين كفروا في البلاد ، متاع قليل ثم مأواهم جهنم وبئس المهاد"

عزازيل.. الكنيسة والرقابة على الإبداع

حمد عبد الحميد


Image
غلاف رواية عزازيل
اهتزت الجموع مهتاجة تردد: "بعون السماء سوف نطهر أرض الرب من الوثنيين"، واندفع الجميع في حالة هياج مجنون إلى خارج الكنيسة يقصدون "الكافرة" هيباتيا، يقودهم من يسمى بطرس، ولحقوا بها في عربتها، والتفوا حولها وهم يصرخون بهتافهم متوعدين "الكافرة"، أطلت هيباتيا برأسها الملكي من شباك العربة.. كانت عينها فزعة مما تراه حولها، تعقد حاجباها، وكادت تقول شيئًا لولا أن بطرس زعق فيها: "جئناك يا عاهرة يا عدوة الرب"، وجذبها بطرس وألقاها على الأرض قائلا: "باسم الرب سوف نطهر أرض الرب".

كان ذلك مشهدا من رواية "عزازيل" التي قام بكتابتها الدكتور "يوسف زيدان" الخبير في المخطوطات والفلسفة، والتي أثارت جدلا واسعا؛ نظرا لأنها تناولت الخلافات اللاهوتية المسيحية القديمة حول طبيعة المسيح ووضع السيدة العذراء، والاضطهاد الذي قام به المسيحيون ضد الوثنيين المصريين في الفترات التي أضحت فيها المسيحية ديانة الأغلبية المصرية.

شفرة دافنشي العربية

عندما تقرأ الرواية تلاحظ أنها تقترب من "التابوهات" وتحللها وتكشف عن فترة من التاريخ القبطي المبهم والغامض للكثيرين، وتكشف عن مجموعة من الرؤى والأفكار الصادمة للبعض، والمستفزة للبعض الآخر.

الدكتور يوسف زيدان

"عزازيل" لم تمر مرور الكرام، فقد قوبلت بعاصفة من التصريحات الغاضبة من بعض رجال الكنيسة الأرثوذوكسية المصرية، حيث اتهم القمص "عبد المسيح بسيط" -أستاذ اللاهوت الدفاعي بالكلية الإكليريكية- الرواية بأنها تنتصر لمن تسميهم الكنيسة بالهراطقة، وتوجه هجوما شديدا للكنيسة ورمزها القديس مرقص.

وبدأ بعض المحامين الأقباط في التفكير في تحريك دعاوى ضد الرواية لمنع ترويجها ومصادرتها، ومن بينهم المحامي نجيب جبرائيل -رئيس مركز حقوق الكلمة- الذي اعتبر الرواية مسيئة، تطعن في العقيدة المسيحية، حيث تقول ببشرية المسيح وليس بألوهيته، معتمدة في ذلك على آراء "نسطور" المطرود والمحروم من الكنيسة الذي فصل بين الطبيعتين البشرية واللاهوتية للمسيح.

ويشير جبرائيل إلى أن زيدان عبر في تلك الرواية عن آرائه بهجومه الشديد واللاذع على الكنيسة القبطية، واعتبر جبرائيل الرواية حافلة بالكثير من الانتهاكات للعقيدة المسيحية، ونالت من الثوابت العقيدية، وأضاف أنه سوف يقوم بصفته -المستشار القانوني للبابا- برفع دعوى عاجلة لمنع تداول الرواية.

وعندما سألناه عن التناقض بين موقفه هذا من رواية "عزازيل" وموقفه من مجمع البحوث الإسلامية، والذي وصفه بأنه "محكمة تفتيش لا يختلف عن محاكم التفتيش العصور الوسطى"، وذلك بعد مصادرة كتابه "الازدراء بأحد الأديان السماوية" الذي جمع فيه كل كتابات أشهر رجال الدين الإٍسلامي التي أساءت للعقيدة المسيحية من وجهة نظره، رد جبرائيل بأن كتابه من صميم عمله كحقوقي يعمل في منظمات "حقوق الإنسان" يرصد كل الإساءات التي توجه للأديان أيا كانت هذه الديانة، وأرجع قيام الأزهر بمصادرة كتابه إلى أنه طالب فقط فيه بإلغاء المادة الثانية من الدستور التي تنص على الشريعة باعتبارها المصدر الأساسي للتشريع؛ لأنها تتناقض مع مفهوم الدولة المدنية، واعتبر المادة الثانية عقبة كئودا، -على حد وصفه- أمام الدولة المدنية، وأضاف أنه عاكف حاليا على إعداد كتاب يجمع فيه كل الكتابات التي ازدرت الدين الإسلامي.

وعندما أردنا الحديث مع الدكتور "يوسف زيدان" على روايته "عزازيل" وعلى اتهامات بسيط وجبرائيل، رفض الحديث (وكانت نبرته في الحديث تحمل قدرا من القلق والاضطراب)، وعلق بجملة واحدة: "أنا لن أتحدث بأي كلام يؤخذ علي كقرينة في المحكمة، والتصريحات التي قيلت على لساني بالصحف لم أقلها".

الكنيسة.. والإبداع

الباحث والصحفي القبطي سامح فوزي

فيلما "بحب السيما" و"شفرة دافنشي"، ومسلسل "أوان الورد" وأخيرا رواية "عزازيل"، كلها أعمال أثارت لغطا حول حق الكنيسة في طلب المصادرة أو منع النشر والترويج، لذا يبقى التساؤل: هل للكنيسة -وهي جهة غير مختصة إبداعيا- الحق في تقييم عمل فني وأدبي من عدمه؟

يرى القمص "صليب متى ساويرس" -وكيل المجلس الملي وكاهن كنيسة الجيوشى- أن الكنيسة مثلها مثل المؤسسة الأزهرية لها الحق في أن تطالب بمصادرة أي كتاب يهدم في الأسس الدينية، أو يتطاول على الأديان. كما يعطي نجيب جبرائيل الحق للكنيسة في أن تطالب بمصادرة أي عمل إبداعي أو رواية تعدت على القيم المجتمعية والدينية أو الموروث الثقافي.

بينما يخالفهما "سامح فوزي" -الصحفي والباحث القبطي- حيث يقول إنه ضد فكرة مصادرة أي عمل إبداعي مشاهدا أو مكتوبا على المطلق، لعدة أسباب أهمها: أنك تعطي مشروعية وانتشارا للعمل الذي تحاول مصادرته، وأن حدود النشر ومساحات الحرية لنقل الأفكار هي من الاتساع بمكان بحيث صار من الصعوبة على أي جهة رقابية أن تصادر أي عمل بشكل كامل في وجود فضاء إنترنتي، وانتشار هائل للفضائيات.

والسؤال من وجهة نظر فوزي هو: هل نخشى على عقيدة أو إيمان الجمهور الموجه إليه الرسالة؟ ونعتقد أن هذا العمل الإبداعي من الممكن أن يهز أديانا عميقة الجذور أتباعها بالمليارات؟ وهل تمارس المؤسسة الدينية نوعا من الوصاية، بحيث تعتقد أن أتباعها من الهشاشة وغير المحصنين فتقف لتحاصر وتصادر؟

ويشير فوزي إلى أنه في فترة ظهور الأديان الأولى -حيث كان أتباع الأديان حينها في حالة عالية من الرخاوة- لم تكن هناك مصادرة أو قمع للآخر، بل كان هناك المجادلة والمقارعات الفكرية بين أتباع الدين وبين غير المؤمنين وكانت تنتهي دائما بتعزيز الإيمان داخل المؤمنين بالدين، وهزيمة المنطق الضعيف وتلاشيه.

ويضيف: إن جمهور الديانة الذي سيتأثر إيمانه بعمل إبداعي ليس أهلا لأن يعتنق هذه الديانة، وإيمانه بها محل شك.

ويرى فوزي أن الحاكم الوحيد على العمل الإبداعي هو قواعد العمل الإبداعي فقط لا غير، واعتبر أنه من الخطأ تقييم الأشياء والحكم عليها بوجهة نظر غير القواعد الفنية التي ينتمي إليها العمل أيا كان لونه أدبي، مسرحي، درامي.. إلخ.

الدكتور "صفوت البياضي" رئيس الكنيسة الإنجيلية يؤكد أنه ضد فكرة المصادرة بوجه عام، وأن مصادرة الفكر ليست الحل والعلاج، ولكن العلاج الحقيقي لفكر شاذ أو متطرف هو بطرح فكر آخر جيد في عمل إبداعي آخر يهدم الفكر السيئ الموجود بالعمل الذي تريد مصادرته، فالفكر أيا كان لونه إذا صودر تحول صاحبه لشهيد رأي.

والمصادرة من وجهة نظر البياضي هي "نوع من أنواع الرعاية" بمعنى آخر نستطيع القول إنك لو أردت أن تنشر عملا اعمل على مصادرته، لكن بمناقشة العمل أو الفيلم بهدوء ستسقط الرواية أو الفيلم الرخيص حال كشفت سوءاته، وليس بمصادرته.

اعتبر "هاني جرجس فوزي" -المنتج السينمائي- أنه لا يجوز لأحد أيا كان مصادرة أي عمل إبداعي، وأشار إلى أنه من حق أي إنسان أن يقوم بإنتاج أي عمل فكري أو إبداعي، ومن حق الرافضين لعمله أن يقوموا بإصدار عمل فكري مضاد، أو يقوموا بدورهم الأساسي، وهو تربية وعي جيد لدى الناس، وتنبيههم بأن هذه الأعمال غير جيدة أو هشة.

وأشار هاني جرجس إلى أن المشكلة في الكنيسة أو في المؤسسة الدينية على وجه العموم أنها غير قادرة على تربية وعي لدى الجمهور، واعتبر أن الخوف من الرد على العمل الإبداعي يظهر أنه هناك أشياء لدى المؤسسة الدينية تفضل إخفاءها وتخشى من ظهورها للعيان.

حالة تلصص

القمص عبدالمسيح بسيط

العاصفة التي قوبل بها فيلم "بحب السيما" وموقف الأنبا موسى -أسقف الشباب وعضو المجمع المقدس- معروف حينما وقف ليقول: "لو عرض هذا الفيلم ربما يتسبب في أزمات ومشاكل"، قيل بعدها إنه ليس رأي الكنيسة، والقضايا التي رفعت على مسلسل "أوان الورد" أيضا كانت من محامين حشروا لقب "مستشارين للبابا" أثناء الدعوى، ومن ثم يحدث الالتباس، فالبعض يقول إن الكنيسة تمارس معاركها بيد غيرها، والبعض الآخر يقول إن المتلصصين والواقفين للإبداع رموز كنسية، أو محامون أقباط (مستشارون للبابا سابقا) ومواقفهم أو تصريحاتهم هي مواقف شخصية لا تعبر بالمرة عن رأي الكنيسة.

يقول القمص ساويرس إن البابا شنودة هو الممثل الوحيد للكنيسة باعتباره رئيس الكنيسة، ورئيس المجمع المقدس، واعتبر كل الرموز الكنسية التي تخرج تعبر فقط عن رأيها الشخصي، وأن كل المحامين المذكورين لا يمثلون إلا أنفسهم، فيما اعتبرهم هاني جرجس لا يمثلون الكنيسة ولا البابا ولا المجمع المقدس ولا المجمع الملي، وأنهم -على حد وصفه- مجموعة تجري وراء "فرقعة إعلامية" حيث تتم استضافتهم في الفضائيات أو تظهر أسماؤهم على صفحات الجرائد.

ووصف سامح فوزي ما تقوم به بعض المجموعات "المهيجة" من كلا الطرفين بأنه لا يخدمالحوار الإسلامي-المسيحي، وأن هناك بالفعل مصالح مشتركة بين رجال دين إسلامي "كيوسف البدري" ورجال مسيحيين "كزكريا بطرس" ونجيب جبرائيل لزيادة جرعة الانفعال في الشارع.

علاقات متشابكة

المؤسسة الدينية الملتزمة المحافظة تقلق على أبنائها من أي عمل فكري، أو بعض الاجتهادات المحتوية على قفزات كبيرة على المستوى الديني، أو أعمال إبداعية تقترب من مجالها الخاص، ومن ثم تصبح عندها فك العلاقة بين الإبداع والمقدس صعبة في ظل تخوف الوعاظ إلى حد إدانة الأول .أو تحريمه أو تقليص حدوده لحساب الثاني

وعن الخطوط الفاصلة بين المقدس والإبداع، يقول الدكتور "البياضي": "إن المقدس هو النصوص القطعية السماوية غير القابلة للتأويل، لكنها قابلة للتفسير، ولا يوجد نص لا يخضع للتفسير، كل المتون والنصوص يجب أن تفسر، فالنص حمال أوجه"، واعتبر البياضي أن النص لابد أن يتفق مع العصر، وأن أهم ميزات النصوص الإلهية أنها صالحة دائما لكل الأزمنة.

ويرى الروائي روبير الفارس أن الرواية ناقشت جزءا من التاريخ، والتاريخ غير مقدس، والإنسان هو الذي يصنع التاريخ والخير والشر، فالمسيحية بالذات تقول إنه ليس هناك أحد من البشر مقدسا سوى المسيح فقط، حتى بقية الأنبياء لديهم أخطاء، ولا يستطيع أحد أن يأتي ليقول إن البابا "كليروس" المذكور في الرواية لم يرتكب أخطاء.

ويرى المنتج هاني جرجس فوزي أن الأمر نسبي، فهو يختلف على سبيل المثال بين الملحد والمؤمن، فالملحد ليس لديه خطوط حمراء يخشاها، بينما المؤمن مثلا لديه ذات إلهية يؤمن بها، ومن الصعب أن يعيب فيها أو ينتهكها أو على الأقل سيفكر قليلا أو سيصبح لديه تحفظات عند الكتابة.

بينما اعتبر القمص ساويرس أنه من حق أي إنسان أن يبدع ما دام لا يقترب من القيم الدينية والمجتمعية والثقافية والموروث الثقافي، واعتبر أن هناك دائما خطوطا حمراء لا يمكن تجاوزها.


صحفي مصري